كما مكّنت اختصاصيي الرعاية السريرية من تفسير الفحوصات الدماغية بسرعة بلغت الضعف ودقة فاقت أساليب الفحص القياسية بثلاثة أضعاف. درّب الباحثون أداة الذكاء الاصطناعي واختبروها على أكثر من 3,600 فحص، شمل صوراً لمرضى الخَرَف وأشخاصاً غير مصابين بضعف إدراكي.
ويعالج هذا الابتكار تحدياً جوهرياً في رعاية مرضى الخَرَف وهو اكتشاف المرض مبكراً وبدقة، حتى مع وجود عدة حالات مرضية أخرى مصاحبة. ومع ظهور علاجات جديدة، يساعد الوصول للتشخيص في الوقت الصحيح على توجيه المرضى لأنسب رعاية صحية لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة. ومن شأن هذه الأداة توفير الدعم التشخيصي المتطور للعيادات التي تفتقر إلى الخبرة في مجال طب الأعصاب.
العبء المتزايد لمرض الخَرَف
يؤثر الخَرَف في أكثر من 55 مليون شخص حول العالم، وتُشخص حوالي 10 ملايين حالة جديدة سنوياً. ويُعد داء الزهايمر أكثر أشكال الخَرَف شيوعاً، وهو حالياً خامس سبب للوفاة في العالم. ويتطلب تشخيص الخَرَف عادة اختبارات إدراكية واختبارات دم وفحوصات تصويرية ومقابلات سريرية وإحالات لاختصاصيين. وحتى مع الاختبارات المكثفة، لا يزال التمييز بين مختلف الحالات مثل داء الزهايمر، وخَرَف أجسام ليوي والخرف الجبهي الصدغي يشكل تحديًا، حتى بالنسبة للاختصاصيين ذوي الخبرة الكبيرة.
وتم تطوير أداة StateViewer تحت إشراف ديفيد جونز، دكتور الطب، طبيب الأعصاب ورئيس برنامج الذكاء الاصطناعي لطب الأعصاب في مايو كلينك.
وتحلل أداة StateViewer فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام فلوروديوكسي الغلوكوز، والذي يُظهر كيفية استخدام الدماغ للغلوكوز للحصول على الطاقة. بعدها، تقارن الفحص بقاعدة بيانات كبيرة مأخوذة من فحوصات لأشخاص تأكدت إصابتهم بالخَرَف، ومن ثم تتعرف على الأنماط التي تتوافق مع أنواع محددة أو مركبة من الخَرَف.
ويؤثر داء الزهايمر عادةً في مناطق الذاكرة والمعالجة في الدماغ، في حين يؤثر خرف أجسام ليوي في مناطق مرتبطة بالانتباه والحركة، ويُحدث الخرف الجبهي الصدغي تغيرات في المناطق المسؤولة عن اللغة والسلوك. وتُظهر StateViewer هذه الأنماط من خلال مخططات دماغية مُرَمَّزَة بالألوان تُبرز المناطق الرئيسية للنشاط الدماغي، مما يوفر لجميع اختصاصيي الرعاية السريرية، حتى من غير المتخصصين في الأعصاب، شرحًا مرئيًا لما يرصده الذكاء الاصطناعي ومدى دعمه للتشخيص.
ويخطط باحثو مايو كلينك لتوسيع نطاق استخدام الأداة والاستمرار في تقييم أدائها في مختلف البيئات السريرية.