هذا النوع من القلق يسمّى "القلق الوجودي" Existential Anxiety، وقد وصفه علماء النفس بأنه الشعور بالفراغ وعدم الجدوى وغياب المعنى، والخوف من الأمور المتعلقة بالوجود والمصير. ينتج هذا القلق من أسباب معيّنة مثل الفترات الانتقالية في الحياة، التفكير العميق في الوجود، الوعي بالمسؤولية الفردية، الأزمات الشديدة ومنها الحروب التي تعمل كعامل مسرّع أو معجّل للقلق الوجودي لأنها تؤثر بشكل سلبي على مشاعر الأمان والطمأنينة والاستقرار، وتهدّد الحياة اليومية بالأحداث الصادمة والمفاجئة والعنيفة، وتدفع بالأفراد الذين يعيشونها ويتابعونها إلى حالة عدم اليقين.
يمكن تمييز أبرز أعراض القلق الوجودي في: الشعور بالوحدة – الشعور بعدم القدرة على التغيير – الشعور بالخوف –غياب الاستمتاع بالأنشطة اليومية – انخفاض الدافع للإنجاز – قلة النشاط ونقص الطاقة – اضطرابات في النوم والشهية – اضطرابات جسمية الشكل. ويؤثر هذا القلق بالصحة النفسية بشكل إيجابي أو سلبي حسب طريقة التعامل معه: فقد يكون محفّزاً للنمو الشخصي وللنضج النفسي والاجتماعي إذا تمّ ذلك بشكل ملائم، وقد يكون سبباً للاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو الانسحاب إذا تمّ التعامل معه بشكل غير مناسب.
هناك العديد من الطرق الفعالة للتعامل مع القلق الوجودي، أبرزها:
• ضرورة الوعي بإيجاد معنى في الحياة.
• البحث عن المعنى في هدف محدّد سواء في العمل، العائلة، المجتمع.
• الشعور بالإمتنان لوجود النعم في الحياة.
• الاعتراف بالمشاعر ومشاركتها بدل إنكارها.
• تخفيف التفكير السلبي وتعزيز التفكير الإيجابي من خلال ممارسة التأمل واليقظة الذهنية.
• الانخراط في الأنشطة الإبداعية والتطوعية.
• بناء الروابط الاجتماعية الداعمة التي تمنح الشعور بالمساندة والانتماء.
• قبول الموت كحقيقة والاستمتاع بالحياة.
• الاستعانة بالمعالجين النفسيين المتخصّصين بالعلاج الوجودي أو العلاج بالمعنى (Logotherapy).