توقع بنك آر بي سي كابيتال ماركتس أن يواصل اليورو مساره الصعودي خلال السنوات المقبلة، ليصل إلى مستوى 1.24 دولار في الربع الرابع من عام 2026، مقارنة بمستوياته الحالية البالغة نحو 1.1759 دولار.
ويعزو الاستراتيجيون في البنك هذه التوقعات إلى استقرار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، في وقت يستمر فيه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة، وهو ما يعزز من ضعف الدولار على المدى المتوسط.
وأشار البنك إلى أن الأسواق ما زالت تسعّر احتمالية حدوث خفض إضافي للفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي، إلا أن هذه التوقعات تتراجع تدريجياً مع بقاء اقتصاد منطقة اليورو على مسار نمو متماسك.
وبالمقابل، عاد الفيدرالي الأميركي إلى دورة التيسير النقدي، مع إشارة واضحة إلى وجود تخفيضات إضافية مقبلة، الأمر الذي يجعل كلفة التحوط ضد ضعف الدولار أقل بالنسبة للمستثمرين العالميين.
كما أوضح التقرير أن تدفقات رؤوس الأموال بدأت بالتحول تدريجياً من الأصول الأميركية إلى الأوروبية، في ظل الفوارق المتزايدة بين سياسات الفائدة في الجانبين.
وهذا التوجه يعزز من جاذبية العملة الأوروبية الموحدة، خصوصاً في ظل ثبات موقف المركزي الأوروبي وغياب إشارات قوية على أي تيسير جديد وشيك.
وفي الوقت نفسه، أشار آر بي سي إلى أن قوة اليورو قد تحمل آثاراً مزدوجة على اقتصاد المنطقة. فمن جهة، يسهم ارتفاع العملة في تخفيف الضغوط التضخمية، ما يقلل الحاجة إلى مزيد من التخفيضات في الفائدة.
ومن جهة أخرى، فإن استمرار صعود اليورو قد يضغط على تنافسية الصادرات الأوروبية، ما ينعكس على أداء بعض القطاعات الصناعية والتجارية.
وبحسب الاستراتيجيين، فإن هذا التوازن بين تدفقات رؤوس الأموال المستقرة من جهة، والضغوط على الصادرات من جهة أخرى، سيجعل المشهد الاقتصادي في أوروبا أكثر تعقيداً خلال الأعوام المقبلة، لكنه في المجمل يوفر دعماً لاستمرار قوة العملة الموحدة حتى 2026.