وأضاف العبد الله: "الفقدان كبير، فالقصار من أعلام الاقتصاد اللبناني الذين فتحوا الأسواق حول العالم بفكره وإقدامه، وحاز على ثقة الدول والشركات في كل مكان. وكان بلا شك خير سفير لوطننا، ولعالمنا العربي في كل المحافل الدولية. الرئيس عدنان القصار لم يكن داعما للقطاع الخاص فحسب، بل كان ركيزة أساسية في بناء جسور التعاون بين لبنان والصين، وهو المسار الذي التزمنا به معا منذ تأسيس "تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني" عام 2015. لقد آمن بنا وبالدور الذي كنا نضعه هدفا لنا، وكان الراحل الأب الروحي للتجمّع، فقد استضاف حفل إطلاقه في مقر الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، في "مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي"، وقدم خبرته وعلاقاته لدعم هذا المشروع الكبير. ولطالما عملنا وفق توجيهاته مستلهمين من عمق خبرته. لقد آمن بقدرة لبنان على أن يكون جسرا بين الشرق والغرب، وكانت رؤيته الثاقبة دافعا لنا لمواصلة العمل رغم كل التحديات والصعوبات. يومها وخلال حفل إطلاق التجمّع تحدث السفير الصيني الأسبق في لبنان جيانغ جيانغ، وقال كلمة لن أنساها، إذ قال:
"هناك حكمة صينية تقول: عندما تشرب المياه، لا يجب ان تنسى حارس البئر"، واقصد بذلك الرئيس عدنان القصار الذي عمل على تعزيز العلاقات منذ القديم بين لبنان والصين. وهو ساهم في توقيع الاتفاق التجاري والاقتصادي بين البلدين قبل عقود طويلة".
وأضاف العبد الله: "لقد رأى القصار في الصين قوة صاعدة جبارة قبل 70 عاما، تحديدا عندما كانت تعيش تحت حصار سياسي واقتصادي وعسكري غير مباشر منذ إعلان جمهورية الصين الشعبية استقلالها في العام 1949. وقد وضع الراحل اللبنات الأولى للعلاقات الاقتصادية العربية الصينية واللبنانية الصينية، وكان عرّاب توقيع لبنان والصين أول اتفاق للتعاون التجاري عام 1955، ولم تكن هناك آنذاك أي علاقات دبلوماسية بين البلدين. وبذل جهودا كبيرة مع الحكومة اللبنانية للاعتراف بجمهورية الصين الشعبية كصين موحّدة. وساهم لاحقا في تأسيس "الغرفة العربية الصينية" في العام 1988".
وتابع العبد الله، فقال: "لن ننسى هذا الرجل الاستثنائي، وهذه القامة الوطنية التاريخية التي لا تتكرر، ولن ننسى إنسانيته وروحه التوّاقة إلى البناء والتقدم والتطوير والابداع. لقد ترك لنا إرثا من العلاقات والمشاريع التي ستظل شاهدا على رجل أعطى لبلده الكثير. نعتزّ بذكراه، ونعتز أكثر بكوننا كنّا إلى جانبه، وسلكنا دربه في تعزيز الشراكة مع الصين، وسنواصل المسيرة بذات الإصرار".
وختم العبد الله قائلا: "بإسمي وباسم "تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني" وباسم عائلة "مجموعة أماكو" أتقدم من عائلة الفقيد وكل اللبنانيين بالتعازي الحارة. رحم الله عدنان القصار، وأسكنه فسيح جناته".