في عصر تتداخل فيه التكنولوجيا مع الحياة اليومية، يتزايد شعور الكثيرين بأن هواتفهم الذكية "تتنصت" عليهم وتُسجل كل ما يقولونه في أحاديثهم اليومية التي تتم وجهاً لوجه وليس عبر الهاتف.
وغالباً ما يُبنى هذا الاعتقاد على مواقف متكررة يلاحظ فيها المستخدمون ظهور إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي لمنتجات أو مواضيع لم يبحثوا عنها، بل تحدثوا عنها فقط قرب الهاتف.
من أبرز العلامات التي تدفع البعض للاعتقاد بأن هاتفهم مخترق ويُسجّل ما يُقال:
- ظهور إعلانات مفاجئة عن مواضيع جرى التحدث بشأنها شفهياً فقط.
- استنزاف غير مبرر لشحن البطارية، بسبب نشاطات خلفية قد تشمل استخدام الميكروفون.
- سخونة الهاتف دون استخدام فعلي.
- ظهور مؤشر الميكروفون (أو النقطة البرتقالية في هواتف آيفون) بشكل متكرر.
- زيادة غير مبررة في استهلاك البيانات.
ويؤكد الخبراء في مجال الخصوصية أن "تسجيل الصوت دون إذن" قد يكون مخالفاً لقوانين عدة دول، لذا، يُنصح بتفقد أذونات التطبيقات، وتعطيل الوصول غير الضروري للميكروفون، خاصة في تطبيقات لا تتطلب استخدامه. علماً أن بعض الخبراء في أمن المعلومات لديهم وجهة نظر اخرى، إذ يرى هؤلاء أن ما يحدث يعود إلى خوارزميات إعلانية معقدة تجمع بيانات المستخدمين مثل الموقع الجغرافي، سجل البحث، وتفضيلات الأصدقاء، وتستخدمها لتوقّع سلوكهم بدقة مذهلة. وهذه الدقة قد توهم البعض بأن الهاتف "سمعهم"، بينما الواقع أن الجهاز قام فقط بتحليلهم.
وبين الشك واليقين، تبقى الحقيقة الثابتة أن خصوصية المستخدمين باتت أكثر هشاشة من أي وقت مضى، حتى دون تسجيل صوت.