قبل نحو 10 ايام من نهاية شهر أيار مايو 2019 أعلنت شركة غوغل انه وإلتزاماً منها بقرارات الحكومة الأميركية، قامت بسحب رخصة أندرويد من شركة هواوي، مشيرة في الوقت عينه الى ان جميع هواتف هواوي الموجودة بين أيدي المستخدمين وفي المخازن ستظل تعمل بنظام أندرويد وستحصل على كامل التحديثات الأمنية.
ولكن وبعد أقل من 24 ساعة من إعلانها عن هذا القرار عادت غوغل واعلنت انها اعادت رخصة أندرويد لهواوي لفترة 3 أشهر وذلك بعد حصولها على إذن خاص من الحكومة الأميركية.
الأمر لم ينته هنا، فهواوي تعرضت خلال فترة الـ 40 يوماً الفاصلة بين إعلان غوغل عن خطوتها وبين إعلان الرئيس الأميركي انه سيسمح للشركات الأميركية بالتعامل مع هواوي، لأبشع أنواع الأخبار المضللة والمفبركة والتي كان هدفها واحد وهو كسر هواوي بأي ثمن.
ما نقوله ليس مبالغ فيه، فتخيلوا مثلاً انه وعلى صعيد لبنان فقط تم نشر أكثر من 700 خبر يتناول أزمة هواوي على مختلف المواقع والصفحات الإخبارية وذلك خلال أول 3 أيام من بدء الأزمة المفتعلة.
وبالتأكيد فإن 99 في المئة من تلك الأخبار أكدت على ان هواوي إنتهت أو انها تتجه للإنهيار... وهذا الأمر خلق حالة من الخوف بين صفوف محبي العلامة التجارية الصينية.
والمستغرب هنا ان عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يدّعون علمهم بعالم التقنية "ركبوا الموجة" ضد هواوي وأخذوا يتبنون المواقف التي تشير الى نهاية الشركة الصينية.
أما من كان يدافع عن هواوي فكانت الإتهامات تُكال له من قبل أشخاص يكرهون هواوي... فتارة يصبح من يدافع هواوي "يقبض ليكذب" وطوراً يصبح غبياً وما الى ذلك من أوصاف.
ولكن ما الذي كانت تفعله هواوي؟
أظهرت أرقام مبيعات الهواتف الذكية حول العالم التي نشرتها مؤسسة IDC للأبحاث ان هواوي كانت في مكان آخر تماماً، حيث حلت الشركة الصينية في المركز الثاني كأكثر شركة مبيعاً للهواتف ذكية في العالم مع بيعها لـ 58.7 مليون هاتفاً ذكياً خلال الربع الثاني من 2019، محققةً نسبة نمو فاقت الـ 8 في المئة مقارنة بنفس الفترة من 2018. (الصورة أسفل الخبر)
ونتكلم هنا عن المبيعات التي حققتها الشركة بين أول نيسان أبريل 2019 وحتى 31 حزيران يونيو 2019، أي ان هذه المبيعات تم تحقيقها في عز الأزمة المفتعلة التي تعرضت لها هواوي.
وهذا يدل على انه وبينما كان البعض يتلهى بنشر الشائعات ضد الشركة الصينية، كانت هواوي تركز على كيفية إحكام سيطرتها أكثر على عالم الهواتف الذكية.
نعم فهذا الأمر لم يعد مجرد تحليل، حيث ان آلاف المقالات الكاذبة وآلاف الشائعات المغرضة وآلاف الأشخاص المكلفين خلق حالة من الرعب بين صفوف المستخدمين لم يستطيعوا فعل شيء يُذكر وذلك لسبب واحد وهو لأنها هواوي.
ومن يراقب عن كثب كيف تعمل الشركة الصينية يُدرك جيداً ما المقصود بعبارة "أنها هواوي" فالشركة يا سادة تتمتع بديناميكية عمل قادرة على التأقلم مع المتغيرات وهي باتت تملك قاعدة صلبة من الجمهور الذي يؤمن بقدراتها مهما نُشر من أكاذيب مهما إفتعل البعض من مشاكل.
أما للأشخاص الذين أخذوا يتهمون من يدافع عن الشركة الصينية بأنه كاذب ويقبض أموال وووو فنقول لهم إنها هواوي يا أغبياء.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.