شهدت الايام والاسابيع القليلة الماضية إعلان أغلب شركات تصنيع الهواتف الذكية عن النتائج الرسمية للمبيعات التي حققتها في الربع السنوي المنتهي في الثلاثين من يونيو حزيران 2018.
وفي الوقت نفسه قامت العديد من شركات تحليل البيانات بنشر النتائج التي توصلت إليها بالنسبة للمبيعات التي شهدها قطاع الهواتف الذكية حول العالم في نفس الفترة المذكورة.
والملاحظ ان جميع النتائج اجمعت على ان مبيعات أغلب الشركات المشهورة تنمو إلا مبيعات شركة سامسونغ.
ولكن لماذا؟
في الوقت الذي تبسط فيه شركات الهواتف الصينية سلطتها على أسواق العالم من خلال طرح هواتف تعمل بنظام أندرويد تنافس بالدرجة الاولى هواتف سامسونغ، نرى ان الاخيرة لا هدف لها سوى إنتقاد هواتف آيفون.
والامر لا يتنهي بالانتقاد الكلامي فقط، بل ان لدى سامسونغ فريق إعلامي متخصص بإبتكار إعلانات للسخرية من هواتف آيفون وذلك بدلاً من إبتكار ميزات جديدة، حيث أن آخر إبداعات هذا الفريق إعلانات تم طرحها منذ أيام قليلة يمكنكم الاطلاع عليها أسفل الخبر.
حسناً لنفترض ان هدف سامسونغ من هذه الاعلانات هو جذب مستخدمي هواتف آيفون لصالحها، ولكن الجميع يعلم ان هذا الامر لا تأثير له ولن ينجح، حيث أن أغلب حاملي هواتف آيفون لن يستبدلوا هواتفهم بسامسونغ حتى لو أنتجت الشركة الكورية الجنوبية إعلانات بمليارات الدولارات ضد آيفون وحتى لو أكدت لهم ان هاتفها أفضل من آيفون، لأنه بالنسبة لأغلبهم هذا الموضوع خارج النقاش.
ما الذي حصل في هذا الوقت؟
وفي الوقت الذي تخصص فيه سامسونغ جهودها للسخرية من هواتف آيفون، نرى ان هواوي مرتاحة لوضعها وهي تنمو وتبتكر وتبسط سلطتها بقوة على الساحة العالمية وذلك على حساب حصة سامسونغ. وطبعاً فإن النمو في الحصص ينطبق أيضاً على تشاومي و OPPO ونوكيا، حيث تظهر الارقام ان جميع هذه الشركات في تقدم مستمر.
أما الدليل على ان ما نقوله صحيح هو ارقام مبيعات الهواتف في الربع السنوي المنتهي في الثلاثين من يونيو حزيران 2018 التي تم نشرها اليوم والتي أظهرت أن هواوي أصبحت ثاني أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم بعد سامسونغ، في حين تراجعت آبل الى المركز الثالث.
صحيح أن عناوين الاخبار التي يتم تداولها الآن تركز على أن هواوي أزاحت آبل، ولكن دعونا ندقق بالارقام التي نشرتها شركة CANALYS:
-
سامسونغ باعت: 73 مليون هاتف بإنخفاض نسبته 8 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2017
-
هواوي باعت: 54 مليون هاتف بإرتفاع نسبته 41 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2017
-
آبل باعت: 41 مليون هاتف بإرتفاع نسبته 1 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2017
الارقام تظهر بشكل واضح ان هواوي أزاحت آبل من المركز الثاني، ولكنها تظهر أيضاً ان ذلك أتى على حساب مبيعات سامسونغ التي تراجعت بنسبة 8 في المئة، في حين أن مبيعات آيفون إرتفعت بنسبة 1 في المئة ما يؤكد ان مشكلة سامسونغ ليست مع آيفون بل مع هواوي.