أحدث قطاع الذكاء الاصطناعي ثورة غير مسبوقة في خارطة الثروات العالمية خلال عام 2025، حيث نجح في ضم أكثر من 50 مؤسساً وتنفيذياً إلى نادي المليارديرات، مدفوعاً بتقييمات مرتفعة جدً للشركات الناشئة التي تطور النماذج والبنية التحتية لهذا القطاع الذي بات جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية.
وشهد مطلع العام تحولاً جذرياً في سباق التسلح التقني، حينما نجح ليانغ وينفينغ مؤسس شركة ديب سيك الصينية في إرباك الأسواق بنموذج مفتوح المصدر بتكلفة حاسوبية ضئيلة، ما دفع ثروته الشخصية لتقفز إلى نحو 11.5 مليار دولار، فاتحاً الباب أمام موجة من التمويلات الضخمة التي تجاوزت 200 مليار دولار في القطاع ككل.
ولم يقتصر تكوين الثروات على مطوري النماذج مثل شركة أنثروبيك التي قفز تقييمها إلى 183 مليار دولار، بل امتد ليشمل مهندسي البنية التحتية ومزودي مراكز البيانات، حيث برزت أسماء جديدة في قائمة الأثرياء من مؤسسي شركات مثل Astera Labs وCoreWeave.
وشكل شهر يونيو/حزيران محطة فاصلة في صراع المواهب، حينما استحوذت شركة ميتا على حصة 49% في شركة Scale AI بصفقة قدرت قيمتها بنحو 14 مليار دولار، وهو ما منح ألكسندر وانغ منصباً قيادياً في "ميتا"، بينما توجت شريكته المؤسسة لوسي غوو بلقب أصغر مليارديرة عصامية في العالم آنذاك بثروة بلغت 1.4 مليار دولار.
وفي تطور يعكس تسارع وتيرة الثراء، تفوق ثلاثة شباب لم يتجاوزوا 22 عاماً، وهم مؤسسو شركة Mercor لبيانات الذكاء الاصطناعي، على مارك زوكربيرغ الذي أصبح مليارديراً قبل نحو عقدين من الزمن في سن 23، ليصبحوا أصغر المليارديرات العصاميين في التاريخ بعد وصول تقييم شركتهم إلى 10 مليارات دولار.
وتعكس هذه الأرقام تحولاً في هيكلية الاقتصاد العالمي، حيث تسيطر الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي حالياً على 50% من إجمالي التمويل العالمي، ما يضع صناع القرار المالي أمام واقع جديد تتحكم فيه الخوارزميات والبيانات في وتيرة نمو الثروات وتوزيعها عبر القارات من وادي السيليكون إلى آسيا وأوروبا.