لطالما ارتبط اسم بيل غيتس بأعلى قمم الثروة في الولايات المتحدة، حيث ظل على مدار عقود رمزاً للثراء والتفوق التكنولوجي.
ومنذ عام 1991، كان غيتس يظهر باستمرار في صدارة قائمة فوربس لأغنى 400 شخص في أميركا، محتلاً المركز الأول أو الثاني تقريباً كل عام لمدة تقارب الثلاثين عاماً.
هذه المكانة لم تعكس فقط ثروته الضخمة، بل أيضاً تأثيره الاستثنائي على عالم الأعمال والتكنولوجيا، إذ أصبح اسمه مرادفاً للابتكار وريادة الأعمال على المستوى الوطني والدولي.
وخلال هذه الفترة الطويلة، لم يكن مجرد رجل أعمال ناجح، بل أصبح أيقونة ثقافية وعلمية، تجسد قدرة الفرد على تحويل الأفكار التكنولوجية إلى إمبراطورية اقتصادية ضخمة، ما جعل كل تحركاته وأخطاره المالية محط أنظار الإعلام والمستثمرين على حد سواء.
تراجع مفاجئ بعد ثلاثة عقود
وتراجع تصنيف بيل غيتس، لأول مرة منذ 34 عاماً، عن العشرة الأوائل في قائمة فوربس لأغنى 400 شخص في أميركا في 2025، ليحتل المركز الرابع عشر هذا العام.
وجاء هذا التراجع بعد أن فقد المرتبة الثانية في عام 2021، ليجد نفسه الآن خلف الشريك المؤسس لشركة "بلومبيرغ إل بي" مايك بلومبيرغ مباشرة، ومتقدماً بمركز واحد على أغنى سيدة في الولايات المتحدة والعالم، وريثة وولمارت أليس والتون.
ورغم ذلك، لا يزال غيتس يملك ثروة هائلة تُقدّرها فوربس بنحو 107 مليارات دولار، أي بنفس قيمة العام الماضي. لكن بينما يشهد أغنياء آخرون زيادات كبيرة في ثرواتهم، اختار غيتس طريقًا معاكسًا، محددًا هدفه بتقليص ثروته.
تراجع الثروة وعوامل الانفصال
بدأ تراجع بيل غيتس في ترتيب أغنى أثرياء الولايات المتحدة مع العام الذي أعلن فيه انفصاله عن ميليندا فرنش غيتس، زوجته التي ارتبط بها لمدة 27 عاماً.
ففي قائمة فوربس 400 لعام 2021، تراجع إلى المركز الرابع، مع ثروة تُقدّر بنحو 134 مليار دولار. ومع حلول العام 2024، انخفض أكثر ليصل إلى المركز التاسع، مع ثروة تبلغ 107 مليارات دولار.
ورغم هذه التحولات، يواصل المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، الذي سيبلغ السبعين من عمره في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، تحديد أهداف طموحة لمؤسسة غيتس في العقود القادمة.
ومن بين هذه الأهداف ضمان ألا تموت أي أم أو طفل أو رضيع بسبب أسباب يمكن الوقاية منها، ومواصلة الجهود للقضاء على شلل الأطفال وتقليل تأثير مرض الملاريا، ضمن استراتيجية أوسع للحد من انتشار الأمراض المعدية.
ومع استمرار هذه الالتزامات الخيرية الضخمة، من الممكن أن يواصل صافي ثروة غيتس التراجع، ما سيدفعه أكثر فأكثر إلى أسفل ترتيب قائمة فوربس لأغنى 400 أميركي.