ان الوثيقة الصادرة عن قوى الانتاج (هيئات اقتصادية – اتحاد عمالي عام – مهن حرة) بعد الاجتماع الموسع الذي عقدته اليوم في مقر الاتحاد العمالي العام تحت شعار: "الاستقرار .. لـ"الاستمرار" وحدتنا انتاجنا .. انتاجنا مناعة وجودنا وبقائنا".
وحضر الاجتماع رؤساء الهيئات الاقتصادية وقيادة الاتحاد العمالي العام ورؤساء نقابات المهن الحرة ورؤساء النقابات والجمعيات الاقتصادية.
وبعد الاجتماع الذي دام لنحو ساعة وربع، تداول خلاله المجتمعون بالوضع القائم على المستوى الوطني، والخطوات والمواقف الواجب اتخاذها دعماً للمؤسسات الدستورية وصوناً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، تلا رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد الوثيقة باسم المجتمعين وجاء فيها:
"حين يقفُ الوطنُ بثباتٍ خلف سورٍ منيعٍ من وحدةِ أبنائه حول تماسكِ بلدِهم مؤسّساتٍ ودستورًا وقوانين فإنّه يتخطّى أيَّ أزمة قد تخيّمُ على امتداد مِساحته.
وها نحن في وطننا لبنان، وطنِ الصيغة والنظام والمأسَسةِ والنتاج المجتمعيّ
وطنِ الإنسان والأحزابِ والتعدّدية الفكريّة والثقافيّة
وطنِ الجمهوريّة الحاضنة لمواطنيها من كل فئاتهم وانتماءاتهم
ها نحن اليوم عند مفترق سؤالَين : هل نستمرُّ في الإمساك بأيدي بعضِنا البعض فندعّمَ بنيانًا أخذ يعلو منذ سنة أم نتباعدُ فريقين واتّجاهينِ فنُضعفَ قوّة مؤسّساتِنا ونخسرَ رصيدًا ينمو اجتماعيّا واقتصاديًا وأمنيًّا لنرى البنيان يتهاوى ؟
ان خيارنا واحدٌ وحيد :دولة مؤسسات شئناها ولا نزالُ غداة انتخابِ رئيسِ جمهوريّتنا ، وبعد انطلاقةٍ حكوميّة رفعت في شهورٍ عشَرة رصيدَها في سوق الأسهم السياسيّة والاقتصاديّة، وسَعت لتعزيز الثقة لدى المواطن عاملا وصاحبَ عملٍ ومهنة، ومربّيًا ومسؤولا، واكبتها ورشة تشريعيّة استجابت لصوت الناسِ وهمومهم، وجيشٌ بطلٌ لمعت سيوفُه فانتصر الوطنُ الصغير على الإرهاب الكبير.
فأيُّ تحوّل جرى لتتبدّدَ الصورةُ ويُشاعَ القلقُ ويعودَ التساؤلُ عن المصير والكيان، ولندور في دائرة علامة استفهام تقلقنا حول الغد وفصولِ المشاريع الإنمائيّة وعجلة الحركة الإنتاجيّة بالتوازي مع صعوبات تذلّلت وموازنة تحقّقت وتعييناتٍ تولّدت وانتخابات ارتسمت.
ورغم هذا التساؤل والحذر من الخطر ، نبقى شعبًا لن يعود الى الوراء، فتجارب الماضي المريرة علّمتنا ان لا نفتح شبابيكنا الا للشمس، ولوجود لا يحتلّه الفراغ، لتكاتفٍ لا يتفكّك، لمجتمع مُجمِعٍ على الإنتاج و الاستمرار، ولاقتصاد يصبو إلى التطوّر والازدهار.
نعم، وطنُنا وطنُ الكيانِ والجوهر ، يَبني الإنسانَ في رحم المواطَنة والانتماء والالتزام... ويعتزّ بجاليات تعمُّ البلدانَ والقارّاتِ مدركًا أنّها مواردُ أساسيّة لبلدِها الام ، لأهلِها وحركة اقتصادها.
أمام كلِّ ما يجري وانطلاقا من الثوابت، تعلن قوى الانتاج: عمال أصحاب عمل ومهن حرة.
أنها ستبقى واحدة موحَّدة دفاعًا عن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعيّ،
أنها تدعم مواقفَ فخامة رئيس الجمهورية و دولة رئيسِ مجلس النواب في الحفاظ على لبنان الجامع للجميع.
أنّها تترقب عودة دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري التي تشكّل ركيزة الاستقرار.
انها تتمسّكُ بوجوب اعتماد الخطاب الهادئ والمعتدل.
انها تؤكد ثقتَها بصلابة عملتِنا الوطنية وقوةِ قطاعاتِنا الإنتاجية والمصرفية والخدماتية وإبداعِ عمالنا و شبابنا وشابّاتنا.
أنها تلتزم المثابرةَ على العمل لتخطّي الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشيّة.
انها ستستمر في العمل على تنمية علاقاتنا الإقتصادية مع الدول الصديقة وبخاصة الدول العربية الشقيقة.
أنّها تؤكّد إيمانَها بقوّة جيشنا وأجهزتِنا الأمنية في الحفاظ على الامن والاستقرار.
ومن هذه المنطلقات- الثوابت ، وعبرَ هذا اللقاء الجامع والمميّز شكلا وجوهرًا ، نؤكّد اننا لن نتوانى عن العمل لإزاحة أيِّ غيمة وأيِّ ضبابيّة متكّلين على إرادتنا وعزمنا الاقتصاديّ والمجتمعيّ ، ماضينَ بإيماننا بلبنان وطنًا لا بديل عنه، وطنًا ينحاز لشعبه ومؤسّساته ودستوره.
هذا هو وطنُنا نعملُ فيه ونُنتج لخيره، نقولُه عَملا والتزاما ، نُنشدُه عَلمًا واستقلالا ....
تاريخُه يكمنُ في حاضره .. ونحن حاضرُه.
بقاؤنا قدرُنا .. ونحن قادرون".