فما هي تفاصيل براءة الاختراع هذه؟ ولماذا يمكن أن تكون الخطوة الأكثر واقعية في ملف حماية المياه اللبنانية منذ سنوات؟
يقول الدكتور ميلاد الخطيب في حديث لموقع "Business Echoes"، إن براءة الاختراع التي حصل عليها لتصميم وإعداد زورق اقتصادي لتنظيف المياه الملوثة بالمخلفات العائمة، هي رمز لحلّ لبناني ينبع من داخل البلد، في وقت أصبحت فيه مشكلة تلوث المياه بالنفايات الصلبة في لبنان حادة جداً، ودون حلول جذرية مما جعل معظم الشواطئ اللبنانية مغطاة بهذه النفايات، إلى جانب تلوث الأنهار والبحيرات بمواد سامة، لافتاً إلى أن إدارة النفايات تعتبر واحدة من أكبر التحديات البيئية في لبنان،
خصوصاً أنها أصبحت تحتوي على كميات متزايدة من البلاستيك والمواد الكيميائية والإلكترونيات، مما يتطلب استراتيجية فعالة ومستدامة لإدارتها، فوفقاً للتقديرات المتوفرة، يُنتج لبنان حوالي 7200 طناً من النفايات الصلبة البلدية يومياً، منها 48٪ تُدفن في الأرض، و29٪ تُلقى في أماكن مفتوحة، و15٪ تُحول إلى سماد، و8٪ فقط يُعاد تدويرها.
ويكشف الدكتور الخطيب أنه بهدف الحفاظ على النظام البيئي، قام العديد من الباحثين في جميع أنحاء العالم بتصميم وانتاج آلات مختلفة لجمع النفايات الصلبة المائية، وفحص خصائصها الفيزيائية، ولكن هذه الآلات باهظة الثمن، في حين أن براءة الاختراع التي حصل عليها تهدف إلى إنتاج زورق جديد منخفض التكلفة ويتمتع بالقدرة الملاحية على الوصول إلى المناطق الملوثة في المجاري المائية وجمع النفايات الصلبة العائمة ونقلها إلى الشاطئ لإخلائها مع مراعاة معايير الجودة الدولية والأداء العالي الموجودين بالفعل في الأسواق العالمية، مع تقليل تكلفة التصنيع والتشغيل والصيانة
مواصفات الزورق
ويتكون الزورق الذي تم تصميمه ليتسع لـ 2 طن من النفايات الصلبة العائمة في كل رحلة، من ثمانية أقسام مختلفة، حسب وظائفها الميكانيكية.
ويشمل التصميم الجسم العائم (وهو عبارة عن عوامة بهيكل مزدوج)، ومجموعة من الناقلات والمعدّات التي تتولى جمع النفايات الصلبة وتخزينها ومن ثم تفريغها. كما يضم الزورق كابينة التحكّم، ومحرك الدفع، والنظام الهيدروليكي، وهي مكونات أساسية تضمن التشغيل المتكامل والفعّال لمختلف أجزاء الزورق.
ويبلغ الوزن الإجمالي للزورق حوالي 6325 كغ، وتصل تكلفة انتاجه إنتاج 50850 $ ضمن الأسواق اللبنانية، وبذلك، نجد أن هناك وفراً في التكلفة بحوالي 79.66٪ في السعر الإجمالي مقارنة بغيرها من الزوارق الأجنبية المماثلة، كتلك التي تم شراؤها بقيمة 250 ألف دولار للمساعدة في تنظيف وجمع القمامة من نهر ميريمك، مما سيجعله بالتأكيد الخيار الأفضل بين الشركات المهتمة والحكومة والمنظمات البيئية، ومنافساً مميزاً في السوق الإقليمية وحتى الدولية.
ويؤكد الدكتور الخطيب أن التجارب أثبتت قابلية تصميم الزورق لتلبية متطلبات السوق المستقبلية، نظراً لإمكانية تعديل بعض مكوناته لتوسيع نطاق استخدامه وتحسين أدائه، مشيراً إلى أن هذا الابتكار لا يقتصر على دوره البيئي في الحد من التلوث محلياً ودولياً، بل يتمتع أيضاً بإمكانات واعدة لتحقيق جدوى اقتصادية وربحية عالية.
