بقلم بيتر جون بيشوب، نائب الرئيس للخدمات لدى سايج إفريقيا والشرق الأوسط
بدأت معظم الشركات متوسطة الحجم بالتفكير في كيفية تطبيق حلول المحاسبة وكشوف الرواتب لأول مرة قبل سنوات قليلة. وحصلت معظمها على تراخيص لتشغيل البرامج التي تحتاج إليها على الحواسيب المكتبية أو الخوادم في الشركة، وتجدد تراخيصها وتحدثها إلى الإصدارات الجديدة عند الضرورة.
ربما سمع بعض منها بشكل عام عن الحوسبة السحابية والبرمجيات كخدمة دون التفكير فيهما بجدية.
وبينما بدأت بعض الشركات في تجربة إدارة علاقات العملاء أو امتلاك نظام حلول احتياطي عبر الإنترنت، فكّر عدد قليل منهم في وضع نظام المعاملات لديهم على السحابة. تغيرت تلك الصورة إلى حد كبير في السنوات الأخيرة، ونرى انتقالاً متسارعاً نحو الحوسبة السحابية.
خلال بدايات الحوسبة السحابية، عمل عدد من صانعي القرار بجدية على تحليل إيجابياتها وسلبياتها، خصوصاً فيما يتعلق باعتبارات الأمان والموثوقية. وعولجت تلك المشكلات، ليتحول التوجه نحو السحابة إلى أمر لا مفر منه. ويتقبل الأفراد والشركات ذلك الاتجاه، ولا ينظرون إلى خياراتهم بعين ناقدة ومشككة.
الحوسبة السحابية مقابل البرمجيات كخدمة
في معظم الأحيان، لا يعرف المستخدمون النهائيون لبرامج تخطيط موارد المؤسسات من غير التقنيين خيارات التطبيق المختلفة أو كيف يتم دفع تكاليفها. لكن يحتاج صانعو القرار إلى فهم الخيارات المختلفة لتعظيم الفوائد واختيار ما يناسب أعمالهم. لنبدأ بتعريف أساسي للحوسبة السحابية والبرمجيات كخدمة. يستخدم كثيرون هذين المصطلحين دون تفريق، لكن توجد بعض الاختلافات الدقيقة المهمة.
إذ يشير مصطلح الحوسبة السحابية إلى إتاحة الوصول إلى الحوسبة والبرمجيات وتخزين البيانات عبر شبكة، عادةً عبر الإنترنت. في حالة السحابة الخاصة، يتم تخصيص موارد الأجهزة والبرامج لعميل واحد. وقد يستضيفها مركز البيانات الخاص بالشركة أو مزود الخدمة. في حالة السحابة العامة، تدار الموارد عبر جهة خارجية وتتاح لأي شخص يستخدمها أو يشتريها.
بينما يمكن القول أن مصطلح البرمجيات كخدمة يعني بالضبط ما تشير إليه هذه العبارة، أي برمجيات تُقدّم كخدمة عبر الإنترنت. إذ لا تحتاج إلى تثبيته على الكمبيوتر الخاص بك بل يمكنك الوصول إليه عبر الإنترنت، عادةً من خلال متصفح الويب. وبدلاً من شراء ترخيص، ستدفع عادةً اشتراكاً سنوياً أو شهرياً لاستخدام البرنامج. وتُعتبر البرمجيات كخدمة، بحكم تعريفها، خدمة حوسبة سحابية، لكن ليس كل برامج الحوسبة السحابية تعد من البرمجيات كخدمة.
خيارات التطبيق
يمكن تصنيف حالات التطبيق كما يلي:
-
البرمجيات كخدمة: برمجيات تقدم كخدمة فقط، وليس عبر أجهزة تخزين البيانات أو أي وسائط أخرى لتحميلها على حاسوبك (أو حاسوب طرف آخر).
-
البرامج مستضافة من طرف ثالث: برنامج حصلت على ترخيصها ، لكنك تتعاقد مع طرف آخر لإدارة وصيانة الأجهزة والبرامج (المستضافة).
-
النظام المختلط: بعض الأجزاء مرخصة وتتم صيانتها في موقع الشركة، والبعض الآخر (مثل الوحدات الإضافية) تدار عبر البرمجيات كخدمة.
-
يتم استضافته وإدارته بواسطة موفر خدمة تخطيط موارد المؤسسة لديك: برنامج مرخص لك، لكنك تدفع لموفر خدمة تخطيط موارد المؤسسة لإدارة وصيانة الأجهزة والبرامج (المستضافة).
البرمجيات كخدمة تتحول إلى نموذج مفضل
أصبحت البرمجيات كخدمة خيار التطبيق المفضل للشركات متوسطة الحجم لأنها تساعدها على امتلاك المزيد من المرونة والإنتاجية وسرعة الاستجابة. إضافة إلى تحويل تكنولوجيا المعلومات إلى نفقة تشغيلية وتقليل تكلفة تبني التكنولوجيا، مما يبسط بيئة تكنولوجيا المعلومات إلى حد كبير. تنتفي الحاجة إذاً إلى تصحيح البرامج وتحديثها، وتصبح إضافة المستخدمين بنفس سهولة عملية تسجيل الدخول.
كما تكتسب القوة العاملة امكانية الوصول إلى المعلومات في أي وقت، من أي مكان ومن أي جهاز كمبيوتر محمول أو هاتف ذكي. مما ينعكس في امكانية التقاط البيانات أو الوصول إلى المعلومات دون العودة إلى المكتب. وتعد التكاليف، بما يشمل الاستشارات والتنفيذ وتحديث البرامج على مدى دورة حياة الحل، أقل وأسهل من حيث إدارتها وفهمها.
ويجب على الشركات التي تتطلع إلى اعتماد حلول البرمجيات كخدمة البدء بدراسة حالة عمل مفصلة تتماشى مع رؤية الشركة وأهدافها. وعليكم ألا تركزوا فقط على توفير التكاليف المحتمل، بل على فرص تحسين السرعة، وتمكين الشركات من الوصول إلى عملاء جدد، وتحويل القوة العاملة، وتبسيط أمن المعلومات.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.