توقّع بنك إتش إس بي سي استمرار الزخم الصعودي في أسعار الذهب حتى عام 2026، مدعوماً بمجموعة من العوامل الهيكلية والكلية، أبرزها مشتريات البنوك المركزية المتواصلة، والمخاوف المتعلقة بالعجز المالي الأميركي، إضافة إلى توقعات بمزيد من التيسير النقدي عالمياً.
وقال البنك في تقريره لتوقعات السلع إن الذهب يواصل جذب المستثمرين كملاذ آمن، في ظل تزايد القلق من استدامة الدين الأميركي وارتفاع مستويات العجز المالي، وهو ما يعزز الطلب على المعدن الأصفر كأداة تحوط ضد ضعف الدولار وضغوط التضخم.
وأشار التقرير إلى أن البنوك المركزية، خصوصاً في الاقتصادات الناشئة، تواصل شراء الذهب بوتيرة قوية، سعياً لتنويع احتياطياتها وتقليص اعتمادها على الدولار الأميركي.
وأضاف أن هذا التوجه سيظل أحد المحركات الأساسية لارتفاع الأسعار في المدى المتوسط، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وتزايد الانقسام في النظام المالي العالمي.
كما أوضح "إتش إس بي سي" أن شهية المستثمرين المؤسسيين للذهب لا تزال مرتفعة، وأن عمليات الشراء عند التراجعات من المرجح أن تبقي الأسعار مدعومة، حتى في حال حدوث تصحيحات مؤقتة.
ومع ذلك، حذّر البنك من أن مسار الذهب قد يواجه بعض الضغوط في المدى القريب إذا خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ مما يتوقعه السوق حالياً، مما قد يؤدي إلى ارتفاع العوائد وقوة الدولار مؤقتاً.
ورغم هذه المخاطر، أبقى البنك على نظرته الإيجابية للذهب في المدى المتوسط إلى الطويل، مؤكداً أن العوامل الداعمة مثل ضعف الثقة المالية العالمية وتزايد الطلب الرسمي ستواصل تغذية الاتجاه الصعودي للمعدن النفيس خلال عامي 2025 و2026.
توقع HSBC وصول متوسط سعر الذهب للعام الحالي إلى 3455 دولاراً للأونصة بدلاً من 3355 دولاراً، كما عدل توقعاته لمتوسط عام 2026 إلى 4600 دولار من 3950 دولاراً، حسبما نقلت "رويترز".