ونفت إيران تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن طلبها الجلوس إلى طاولة المفاوضات في البيت الأبيض، في حين أفادت تقارير صحفية بأن ترامب أقرّ بالفعل خططاً للهجوم على إيران، لكنه أرجأ القرار النهائي بانتظار موقف طهران من برنامجها النووي.
من جانبها، حذرت روسيا الولايات المتحدة من أن تقديم أي دعم عسكري مباشر لإسرائيل قد يزعزع استقرار الشرق الأوسط جذرياً، داعية تل أبيب إلى التوقف عن استهداف المواقع النووية في طهران، لما يحمله الأمر من خطر وقوع كارثة نووية عالمية.
وتباين تصريحات ترامب انعكس في استقرار الذهب عند التسوية، فيما نجح النفط في تحقيق مكاسب محدودة، بعد أداء متقلب خلال التعاملات، رغم هبوط مخزونات الخام الأميركية 11.5 مليون برميل الأسبوع الماضي. في المقابل، تراجعت أسعار العملات المشفرة وسط حالة من الترقب بين مستثمري الأصول الخطرة.
وفي سياق متصل، صعدت القيمة السوقية للعملات المستقرة لأعلى مستوى على الإطلاق، مدعومة بإقرار الكونغرس الأميركي أول قانون يُنظم قطاع الأصول الرقمية، بينما تعرضت أكبر بورصة للعملات المشفرة في إيران لهجوم إلكتروني أعلنت جماعة قرصنة إسرائيلية مسؤوليتها عنه.
وعلى صعيد آخر، واصلت أسعار خام الحديد التراجع للجلسة الخامسة على التوالي وسط فتور الطلب من قطاع الصُلب الصيني، بينما دفعت التوترات الشرق أوسطية أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي للارتفاع لليوم السادس.
أما في الصين، فقد استقرت بورصات البر الرئيسي، مدعومة بتأكيد هيئة تنظيم النقد الأجنبي على التزامها بالحفاظ على استقرار سعر صرف اليوان، والتصدي للصدمات والمخاطر الخارجية.
وبالنسبة للتطورات في أكبر اقتصاد في العالم، فأقد بقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير للاجتماع الرابع على التوالي، مشيراً إلى استمرار توسع النشاط الاقتصادي، وقوة سوق العمل، واستمرار ارتفاع التضخم بعض الشيء.
وحافظ أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على توقعات إجراء خفضين للفائدة هذا العام، لكنهم رفعوا تقديرات التضخم بسبب تداعيات الرسوم الجمركية، كما خفّضوا توقعاتهم للنمو الاقتصادي.
وقبيل صدور قرار السياسة النقدية، جدد ترامب هجومه على رئيس الفيدرالي جيروم باول بسبب تمسكه بنهجه الحذر، مواصلاً بذلك محاولاته للنيل من استقلالية البنك المركزي.
ولفتت وكالة "فيتش" الأنظار مجدداً إلى قضية عجز الموازنة الأميركية وعدم استدامة الدين العام، إذ حذّرت من أن الحكومة لم تُحرز أي تقدم يُذكر في هذا الصدد، ما يهدد التصنيف الائتماني للدولة.
وتنذر هذه التطورات بتعثر سياسات ترامب في التعامل مع تلك المشكلات حتى الآن، ما يطرح تساؤلات حاسمة: هل لا تزال الولايات المتحدة قادرة على الحفاظ على هيمنتها الاقتصادية؟ أم أن قوة صاعدة جديدة تتهيأ لتكرار المعجزة اليابانية؟