انعكست هذه التهدئة إيجاباً على معنويات مستثمري القارة العجوز، لتسجل الأسهم الألمانية إغلاقاً قياسياً في ختام جلسة الثلاثاء، أما في آسيا، فارتفعت مؤشرات بورصة طوكيو بدعم من تراجع عوائد السندات، إثر أنباء حول عزم الحكومة تقليص مشترياتها من الديون السيادية.
وفي الصين، تراجعت بورصات البر الرئيسي متأثرة بخسائر في قطاعي السيارات والتعدين، رغم صدور بيانات أظهرت نمو أرباح الشركات الصناعية بنسبة 3% على أساس سنوي في أبريل/نيسان، ما يعكس مرونة الاقتصاد الصيني في مواجهة تداعيات الحرب التجارية.
وعلى صعيد أسواق الطاقة، أفادت تقارير متداولة بأن الدول الثمانية من أعضاء "أوبك+" التي التزمت سابقاً بتخفيضات طوعية للإنتاج، ستعقد اجتماعاً في نهاية مايو الجاري لمناقشة رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً خلال يوليو/تموز.
وأدت هذه التكهنات إلى تراجع أسعار النفط في ثاني جلسات الأسبوع، وسط مخاوف وفرة المعروض، ولا سيما في ظل مخاطر تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي بسبب التوترات التجارية الراهنة.
وفي حين استفادت العملات المشفرة من تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة وتراجع حدة التوترات التجارية، تراجعت أسعار الذهب مع انحسار الطلب على الملاذات الآمنة.
ورغم هذا التعافي، لا تزال نظرة المستثمرين تجاه الآفاق المالية للاقتصاد الأميركي مشوبة بالحذر إثر تزايد الدين العام، ما دفع وزارة الخزانة إلى خفض أحجام طروحات أذون الخزانة المقررة هذا الأسبوع تلافياً لبلوغ سقف الاقتراض المحدد قانوناً.
ومع ترقب الأسواق هذا الأسبوع مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية الهامة، تنفس المستثمرون الصعداء بعد أن أظهر مسح لمجلس المؤتمرات ارتفاع ثقة المستهلكين في أبريل/نيسان، بعد خمسة أشهر من التراجع المتواصل.
ولكن في المقابل، كان انخفاض طلبيات السلع المعمرة في أبريل/نيسان ـ بأعمق وتيرة منذ قرابة عام ونصف ـ بمثابة جرس إنذار لاحتمال تراجع الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري على حد سواء، في ظل حالة عدم اليقين الناجمة عن السياسات الحمائية للإدارة الحالية.
ورغم الانفراجة التجارية الأخيرة، ظلت الاضطرابات الجيوسياسية حاضرة، إذ شن ترامب هجوماً لاذعاً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب رفضه المشاركة في مباحثات وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، ما دفع كبير مسؤولي الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف إلى التلويح بنشوب حرب عالمية ثالثة.
ووسط كل ما تشهده الأسواق العالمية من تحديات، يبدو أن مفتاح التوازن النفسي لمستثمري وول ستريت ما زال بيد المستثمر الأيقوني "وارن بافت" الذي تبعث نظرته للأمور على الأمل حتى في أحلك الظروف.