رغم أنه قد يكون من الممتع أن ننعم بدفء التعافي، فإن الوقت المناسب لإصلاح السقف هو وقت سطوع الشمس"….اقتبست مديرة صندوق النقد الدولي كريتسين لاغارد، هذه العبارة التي قالها الرئيس الأميركي كيندي في خطاب عام 1962 بعد عام على خروج بلاده من ركود اقتصادي، وذلك في معرض حديثها عن رؤيتها للاقتصاد العالمي، داعية لاستغلال فرصة انتعاش النمو، لتأمين التعافي وخلق اقتصاد أكثر احتوائية.
ونقلت لاغارد صورة متفائلة عن تعافي الاقتصاد العالمي خلال كلمتها في جامعة هارفارد، ولكنها أكدت في نفس الوقت أن السماء ليست صافية بالكامل. وقالت مديرة صندوق النقد الدولي إن إجمالي الناتج المحلي الإجمالي يشهد انتعاشاً في ما يقرب من 75 في المئة من بلدان العالم، والذي يمثل التحسن الأوسع نطاقاً منذ بداية العقد الحالي، ما سوف ينعكس على زيادة الوظائف وارتفاع مستوى المعيشية.
كما ذكرت أن الاقتصاديات المتقدمة، وبالأخص في أوروبا واليابان، تشهد تحسناً دورياً في الاستثمار والتجارة، أدى إلى نمو أقوى من المتوقع، ولكن وفي الوقت عينه لا تزال الولايات المتحدة غير مستقرة في ضوء الآفاق المتغيرة للإصلاح الضريبي، حيث من المرجح أن تتجاوز معدل النمو المتوقع خلال العامين الحالي والقادم. وترى مديرة الصندوق ان الأسواق الصاعدة الأسيوية، قوية مع وجود آفاق أكثر اشراقاً لاقتصاد الدول النامية، بما فيها بلدان من إفريقيا وأميركا اللاتينية.
ولكن لاغارد ترى أن للأمر صورة أخرى، وأن السماء ليست صافية بالكامل، فبعض البلدان تشهد بطئاً شديداً في النمو، حيث سجل نمو إجمالي الناتج المحلي للفرد مستويات سالبة في 47 بلداً خلال العام الماضي، ما يؤكد أن هناك عدداً هائلا من البشر لم يلمسوا ثمار التعافي بالاقتصاد العالمي المتوفر حالياً.
وأشارت لاغارد الى وجود مخاطر تلوح في الأفق، مع ارتفاع مستويات الدين العام في كثير من بلدان العالم، فضلاً عن التوسع الائتماني السريع في الصين، وزيادة حدة المخاطرة في الأسواق المالية. ومن وجهة نظر مديرة صندوق النقد الدولي، يكمن سر التعافي الكامل لاقتصاد الدول في محورين، الأول خاص بزيادة الدخل للفرد وخلق فرص عمل جديدة، فيما يتمحور الثاني حول حلول الاستثمار في مستقبل المواطنين وتشجيع النمو الاحتوائي.