تتجه الأنظار في أسواق الأصول الرقمية نحو خطوة محتملة قد تغيّر مشهد صناديق الاستثمار المرتبطة بعملة الريبل أو الـ XRP، بعدما لمّحت شركة Grayscale، التي تدير أصولاً تتجاوز 35 مليار دولار، إلى إمكانية إطلاق صندوق الريبل ETF المرتقب في 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
وهذا الموعد جاء بعد تحديث الشركة لنموذج S-1 لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، وهو ما فعّل فترة عد تنازلي تمتد 20 يوماً تنتهي تلقائياً بالسماح بالإدراج ما لم تتدخل الهيئة بالرفض أو طلب تعديلات إضافية.
ولقد عزز هذا المسار توقعات المستثمرين بأن صندوق Grayscale للريبل سيُدرج في بورصة نيويورك Arca تحت رمز GXRP، ما يمنح المستثمرين طريقة مباشرة ومنظمة للانكشاف على الريبل دون الحاجة لمنصات تداول أو محافظ خاصة. ومثل هذا الإدراج ستراه السوق خطوة مهمة نحو توسيع حضور الريبل في وول ستريت، خاصة أنه يأتي بعد دخول شركات كبرى مثل Bitwise وCanary Capital إلى المجال نفسه.
ولكن المشهد قد يكون أكثر ازدحاماً مما يبدو. فوفقاً للمحلل جيمس سيفارت، فإن شركة Franklin Templeton تقترب أيضاً من إطلاق صندوق الريبل ETF الخاص بها في اليوم ذاته، بعدما قدمت نموذج 8-A تمهيداً للإدراج في بورصة نيويورك Arca.
وعادة يشير هذا النوع من الإيداعات إلى قرب الإطلاق، ما يفتح الباب أمام احتمال أن يشهد يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني انضمام اثنتين من أكبر مؤسسات إدارة الأصول إلى سباق صناديق الريبل في حدث قد يكون الأضخم في تاريخ هذه العملة.
وتزداد أهمية هذه التطورات في وقت تتسابق فيه المؤسسات المالية الكبرى للاستحواذ على موقع مبكر داخل قطاع العملات المشفرة المنظمة قانونيًا. دخول Franklin Templeton بالتزامن مع Grayscale يعزز الإشارة إلى أن الريبل باتت إحدى الأصول التي تحظى بقناعة متزايدة لدى المؤسسات بحجم يتجاوز التداول التقليدي.
وفي خضم هذه التحركات، لمّح سيفارت إلى احتمال آخر قد يضيف مزيدًا من الإثارة، وهو إمكانية إطلاق صندوق Dogecoin ETF من Grayscale في توقيت قريب. وعلى الرغم من عدم صدور تأكيد رسمي من هيئة الأوراق المالية والبورصات، فإن تسارع الشركة في تحويل منتجاتها المشفرة إلى صناديق استثمار متداولة يجعل هذا السيناريو حاضرًا ضمن توقعات السوق.
إذا وصلت Grayscale وFranklin Templeton إلى خط الإطلاق في اليوم ذاته، فإن الريبل ستكون أمام واحدة من أكبر لحظات الاختبار المؤسسي في تاريخها. مثل هذا التزامن يعكس انتقال الريبل من نطاق التداول الفردي إلى فضاء مالي مؤسسي أكثر نضجاً، مدعوماً بتزايد شهية وول ستريت تجاه الأصول الرقمية المنظمة.
ومع اشتداد المنافسة بين مديري الأصول على منتجات العملات المشفرة، قد تتحول صناديق الريبل إلى محور رئيسي داخل سوق ETFs، خاصة في ظل توسع الاهتمام المؤسسي وتنامي الحوارات العالمية حول تشريعات التشفير وسلاسل القيمة المرتبطة به.