لا أحد قادر على قهرها...هكذا تغلبت هواوي على ما رُسم لها

ألان القارح – بزنس إيكوز


يبدو أن جميع العوائق التي حاولت الإدارة الأميركية وضعها أمام شركة هواوي الصينية منذ عام 2019 وحتى اليوم، فشلت في الحد من قدرة الشركة على الاستمرار وتحقيق الأرباح، وهذا ما أثبتته نتائج أعمال هواوي خلال عام 2022 والتي تم الكشف عنها منذ أيام قليلة.

فالبرغم من وابل القيود التي تم فرضها على الشركة والتي هدفت الى إسقاطها، استطاعت هواوي تحقيق مبلغ هائل من الإيرادات في 2022، وصل الى 92.3 مليار دولار أميركي، أي ما يوازي 642 مليار يوان صيني، ارتفاعاً من إيرادات حجمها 636 مليار يوان صيني في 2021.


وفي وقت الذي لم تألُ فيه السلطات الأميركية جهداً، من استخدام نفوذها لإفشال صفقات هواوي في مختلف دول العالم خلال 2022، حافظت الشركة الصينية على وضع مالي جيد، مع تحقيقها أرباح صافية ضخمة وصلت الى 5.12 مليار دولار أميركي في 2022.

وبعيداً عن القيود التي تعرضت لها الشركة، فإن ما حققته هواوي في 2022، أتى في ظل وضع اقتصادي صعب شهده العالم، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد العالمي وخاصة  على الشركات التكنولوجية في العالم، التي تراجعت أعمالها بشكل كبير. 

هواوي تسير عكس التيار

وفي الوقت الذي كانت تقوم فيه معظم الشركات التكنولوجية في العالم، وخاصة الأميركية بعمليات تسريح جماعي لموظفيها بسبب الأوضاع الصعبة، كانت هواوي تقوم بعمليات توظيف جديدة، ساهمت برفع عدد العاملين معها الى 207 الآف موظف حول العالم بنهاية عام 2022.

هواوي تتغلب على المصير الأسود

ونجحت الشركة الصينية في التغلب على المصير الأسود الذي كان يُرسم لها، من خلال خطة عمل ركيزتها الأساسية تعزيز الاستثمارات، في عمليات البحث والتطوير بشكل كبير، حيث أنفقت هواوي في عام 2022 وحده، نحو 23.22 مليار دولار أميركي، أي ما يعادل 25.1% من إيراداتها السنوية، وهو مستوى إنفاق قياسي وغير مسبوق، ليصل بالتالي إجمالي نفقات هواوي على البحث والتطوير، على مدار الأعوام العشرة الماضية، إلى أكثر من 140.55 مليار دولار أميركي.

ماذا تفيد هذه الاستثمارات 

هذه الميزانية الهائلة التي خصصتها هواوي للبحث والتطوير على مدى سنوات، سمحت للشركة بأن تمتلك واحدة من أكبر محافظ براءات الاختراع في العالم، إذ أنه وبحلول نهاية عام 2022 باتت هواوي تمتلك ما مجموعه 120 ألف براءة اختراع نشطة، استفادت منها مئات الشركات في العالم التي وقعت اتفاقيات مع هواوي لاستخدام هذه الاختراعات.

وتؤدي ميزة الاستثمار بالبحث والتطوير، الى ظهور منتجات تقنية إبداعية جديدة، وكون هذه المنتجات تكون ملكاً للشركة التي اخترعتها، فإن أي طرف آخر يريد استخدام الابتكارات الجديدة، عليه أن يدفع حقوق ذلك للشركة صاحبة الفكرة.

الاستثمار بوحدة أعمال الطاقة الرقمية

كما أن خطة هواوي لقلب المعادلة، وتخطي العوائق التي نصبت لها، شملت الاستثمار بمجالات جديدة، أبرزها وحدة أعمال الطاقة الرقمية، التي أطلقتها الشركة في 2021، والتي استطاعت تحقيق إيرادات حجمها 50.8 مليار يوان صيني أي 7.3 مليار دولار بعد عام واحد على إطلاقها، وذلك بدعم من دورها الهام في تمكين الشركات والعملاء في تحقيق التحول إلى التنمية النظيفة ومنخفضة الكربون في وقت قصير.

خدمات لـ 3 مليارات شخص

وتعمل هواوي حالياً في أكثر من 170 دولة ومنطقة، وهي تقدم خدماتها لأكثر من ثلاثة مليارات شخص في العالم. ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن Ookla، فإن شبكات الجيل الخامس، التي تقوم هواوي ببنائها، تعدّ ضمن الأسرع والأفضل في العالم، وهذا ما يدل على أن الشركة تستمد قوتها في السوق، من فعالية تقنياتها وخاصة في مجال شبكات الجيل الخامس وما بعده، فالتقنيات التي يقدمها منافسو هواوي في هذا المجال، لم ترتقِ الى المستوى المطلوب، والذي من خلاله يمكن منافسة ما تقدمه هواوي من حيث النوعية والسرعة، وذلك بشهادة عدد كبير من خبراء التقنية العالميين، ومن هنا يمكن فهم كيف استطاعت مجموعات أعمال "هواوي كارير" لشبكات الاتصالات، تحقيق إيرادات ضخمة في 2022 وصلت الى 40.84 مليار دولار أميركي.

الأرقام تكشف أن الشركة لا يمكن قهرها

وفي الخلاصة يمكن القول إن نتائج أعمال هواوي، أثبتت بوضوح أن لا أحد قادرٌ على قهر الشركة مهما استخدم نفوذه، فرغم استغلال البعض لقضية تراجع أرباح الشركة، بنسبة تخطت الـ 60 في المئة خلال عام 2022 مقارنة بأرباح عام 2021، إلا أنه يتم إهمال الإشارة الى أن أرباح عام 2021، كانت تشمل الأموال الناتجة عن صفقة بيع هواوي لوحدة هونر للهواتف الذكية، وهي صفقة تمت في أواخر عام 2020، ووصلت قيمتها الى 15 مليار دولار أميركي، كما أن إنفاق هواوي لرقم ضخم من الأموال، على البحث والتطوير في 2022، لعب أيضاً دوراً في تراجع نسبة أرباحها الصافية، إضافة الى تأثير تبدل سعر اليوان الصيني مقابل الدولار الأميركي بين عام 2021 و2022، ولذلك فإذا استبعدنا جميع هذه العناصر لوجدنا أن الشركة الصينية في وضع مستقر وقوي من ناحية الأرباح الصافية.