استضافت بيروت وتحت رعاية رئيس هيئة الأسواق الماليّة، حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الدورة السنوية الخامسة عشر للمنظمة الفرنكوفونية لهيئات الرقابة المالية التي تنعقد في بيروت من 1 إلى 3 حزيران 2016، والتي يُعلن خلالها انتخاب لبنان، ممثّلاً بهيئة الأسواق الماليّة، نائب رئيس للمنظمة.
وتُعقد الدورة في فندق فور سيزنز بيروت ما يشكّل فرصةً لأعضاء المنظمة للتأكيد على إلتزامهم في دعم النظام المالي اللبناني، ولا سيّما في هذه الأوقات العصيبة التي تمرّ بها المنطقة على الصعيدين الإقتصادي والسياسي.
وافتتح المؤتمر بعد ظهر اليوم الحاكم سلامة الذي قال "ان الازمة المالية العالمية في عام 2008 كان احد اسبابها الرئيسية غياب التواصل بين مختلف هيئات الرقابة. في لبنان، كان هدفنا تفادي ذلك، وبدأنا العمل ومنذ سنوات على تفعيل التواصل بين مختلف الهيئات. ان ما يجمع كل من المصارف، وسوق الاوراق المالية، وهيئة مكافحة تبييض الاموال في لبنان كونها جميعها برئاسة حاكم مصرف لبنان".
وتابع سلامة بالقول: "نقوم حالياً بالاعداد لاطلاق منصّة تداول الكترونية بهدف تشجيع اللبنانيين، والمؤسسات اللبنانية والاغتراب اللبناني على الاهتمام بالسوق الداخلي وزيادة السيولة الداخلية من اجل تمويل افضل للشركات المتوسطة والصغيرة وحتى الشركات الكبيرة، ما يساهم في مرونة اكبر للسياسة المالية".
وختم بالقول: "نصر على ان تكون هذه المنصة بمواصفات الكترونية عالميّة وان تكون شفافة ويجري الاشراف عليها بشكل جيد. كما ان الحكومة اللبنانية قررت خصخصة بورصة بيروت ونرى في ذلك عاملاً بغاية الايجابية للاسواق المالية.
ونظّمت هذه الدورة السنويّة هيئة الأسواق المالية اللبنانية التي يعود اعلان قبول عضويّتها في المنظمة الى الدورة الثالثة عشر التي عقدت عام 2014 في أبيدجان. وتناقش الدورة الحاليّة والتي تشارك فيها شخصيّات رفيعة المستوى تضمّ أكثر من 12 وفداً يمثّلون اعضاء المنظمة، مجموعة من مواضيع الساعة منها "تمويل الأسواق الماليّة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم" كما وموضوع "الفرص والرهانات التي تطرحها هذه التمويلات".
ويلقي الإجتماع الضوء على ضرورة حماية المستثمرين كما وعلى الدور والصلاحيّات الي تُفوّض بها الجهات المنظّمة للأسواق بغية تحسين ممارسات الشركات المُدرجة وإعادة الثقة بالقطاع المالي.
كذلك تعالج الدورة المواضيع ذات الصلة بالمناخ الإقتصادي والمالي ولا سيما في الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى التطوّر المؤسساتي والتنظيمي لمختلف الأنظمة المالية، والاستثمارات، وآليات حماية المستثمرين والتعويض لهم.
وأكّد المشاركون خلال الدورة على أهميّة الدور الذي تلعبه هيئة الاسواق المالية اللبنانية ومقاربتها الشاملة حيال تطوير الإطار التنظيمي لسوق الأوراق الماليّة وذلك بالتعاون مع خبراء من البنك الدولي. وإحدى أهمّ التطوّرات التي تندرج في هذا السياق هي توقيع أوّل إتفاقيّة دولية مع هيئة الأسواق الماليّة الفرنسيّة (AMF) والتي مهّدت الطريق أمام توقيع إتفاقيات أخرى مختلفة مع عدد من الجهات الرقابيّة والتنظيمية الدوليّة. وفي هذا الصدد، تعمل هيئة الأسواق الماليّة على توقيع إتفاقيات مع جميع أعضاء المنظمة الفرنكوفونية قبل نهاية عام 2016 الجاري.
ومن جهة أخرى، بلغت هيئة الأسواق الماليّة المرحلة الأخيرة من إجراءات إلتحاقها بالمنظّمة الدوليّة لهيئات سوق المال (IOSCO) وذلك بفضل الدعم المطلق لرئيسها وحاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة ورؤيته الرامية إلى منح الهيئة دوراً رياديّاً في تطوير الأسواق الماليّة. وتأتي هذه المبادرة لتتوّج سنوات من العمل الدؤوب أعطت الهيئة مكانة كسلطة منظّمة ومشرفة قادرة على العمل وفقاً للمعايير الدوليّة المعتمدة.
والجدير بالذكر أن المنظمة الفرنكوفونية لهيئات الرقابة المالية تجمع رؤساء المنظّمات الأعضاء بشكل دوريّ في بلد مضيف لمراجعة آرائهم إزاء تطوير الأسواق الماليّة، فضلاً عن عرض لنتائج البحوث، ومشاركة تحاليل الواقع المالي الدولي، والتحدّث بعمق عن مشاريع الإصلاح في مجال الأسواق الماليّة.