تشير الإحصاءات إلى أن المواطن السويسري يأكل نحو 22 كيلوغراماً من الجبن سنوياً، أي أقل من المعدل الذي يأكله المواطن في فرنسا (26.8 كيلوغرام سنوياً) التي تتصدر القائمة عالمياً.
ومن ناحية أخرى تأتي سويسرا في المرتبة الـ 14 في قائمة أكثر الدول في العالم تصديراً للجبن، مما يطرح سؤالاً حول سبب اعتبار سويسرا عاصمة الجبن في العالم، إذا لم تكن أكثر الدول استهلاكاً أو تصديراً له.
-
نظرة تاريخية على الجبن السويسري
ظهر الجبن السويسري للمرة الأولى في سجل مكتوب خلال العصر الروماني، عندما تحدث الفيلسوف والكاتب بليني الأكبر عن جبن Helvetians.
كان الجبن السويسري يُصدَّر في القرن الثامن عشر إلى أوروبا، وبحلول القرن التاسع عشر أصبح الجبن السويسري متواجداً في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودول أخرى.
يوجد الآن أكثر من 450 نوعاً مختلفاً من الجبن السويسري، ويُستخدم نحو نصف الحليب المنتج في البلاد في تصنيع الجبن.
من بين الأسباب التي تجعل سويسرا عاصمة الجبن في العالم، أن الجبن جزء لا يتجزأ من المطبخ السويسري. وتعد أطباق الفوندو السويسري الشهير والراكليت من الأمثلة البارزة على استخدام الجبن في المطبخ السويسري.
يُستخدم جبن "غرويير" عادة في إعداد طبق الفوندو، وقد تم إنتاج 28.5 ألف طن من جبن "غرويير" السويسري في عام 2015، وتم تصدير نحو ثلث هذه الكمية. يعد جبن "غرويير" من بين 10 أجبان سويسرية أخرى تحمل علامة "AOP"، والتي تعني أنها يتم تصنيعها في بلد المنشأ فقط، وبالتالي لا تُصنع في أي دولة أخرى في العالم.
- جبن "إيمنتال" من الأجبان السويسرية التي يتم تصنيعها في سويسرا فقط أيضاً. ويعني ذلك أن كثيراً من أنواع الجبن السويسري الذي يشتريه الأشخاص خارج سويسرا ليس جبناً سويسرياً على الأرجح، ولكنه في الغالب جبن مقلد.
- تحظى الأجبان السويسرية أيضاً بتقدير خاص لأنها سهلة الهضم، فجبن "غرويير" على سبيل المثال خالٍ من اللاكتوز.
لذلك فحتى ولو زعم الفرنسيون أن فرنسا هي عاصمة الجبن، أو قال الأميركيون إن ولاية ويسكونسن هي عاصمة الجبن في العالم، فإنهم مدينون لسويسرا لأن العديد من صانعي الجبن ينحدرون من أصول سويسرية.