مع انطلاق العام 2019 حقق الذهب بداية قوية، فالمعدن ربح ما يعادل الـ 10 دولارات منذ بداية 2019 وحتى الآن ووصل لأعلى مستوى في 6 أشهر.
ونجح الذهب في تجاوز مستوى 1300 دولار في الأيام الماضية، قبل أن يتراجع بالقرب من هذا المستوى.
وتشير توقعات المحللين الى أن المعدن النفيس لايزال أمامه فرصة لحصد المزيد من المكاسب.
وتتعدد الأسباب وراء مكاسب الذهب، من ضمنها هبوط الدولار الأميركي بفعل تكهنات تراجع وتيرة رفع الفائدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي والبادي في عدد من البيانات السلبية حول العالم.
وفي ما يلي نعرض عليكم عوامل قد تجعل من الذهب الرابح الأكبر في الأسواق العالمية خلال 2019:
منذ نهاية العام الماضي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الاميركي ( البنك المركزي) بدأ يخفف من لهجته التشددية تجاه معدل الفائدة، حيث خفض في اجتماعه الأخير توقعاته لعدد مرات زيادة معدل الفائدة في 2019 إلى مرتين بدلاً من ثلاث مرات.
ومع الأسبوع الأول من العام الجاري قال رئيس المركزي الاميركي، جيروم باول، ان البنك سيكون صبوراً أكثر تجاه رفع معدلات الفائدة، مشيراً إلى أنه سينتظر تطورات النمو الاقتصاد نظراً للإشارات المتضاربة من السوق والبيانات.
-
انفراجة وشيكة بالأزمة التجارية
شهد الأسبوع الثاني من 2019 لقاء على ثلاثة أيام بين ممثلين تجاريين أميركيين ونظرائهم في الصين بالعاصمة بكين، وخرجت بنتائج إيجابية.
وأكد الجانب الصيني على أنه تم إحراز تقدم في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة التي عقدت هذا الأسبوع، وأن المفاوضات التي كان مخططاً لها في البداية أن تستمر يومين فقط، امتدت لثلاثة أيام كون الجانبان جادين.
كما أكدت التقارير الصحفية على أن مفاوضين تجاريين من الصين والولايات المتحدة قلصوا حدة الخلاف خلال محادثاتهم التجارية.
ويخطط رئيس مجلس الدولة في الصين إلى زيارة واشنطن مع نهاية الشهر الجاري ليلتقي بروبرت ليثيزر الممثل التجاري الأميركي ووزير الخزانة ستيفن منوشين.
وعلى الرغم أن المعدن الأصفر كان يُنظر له على أنه ملاذ آمن وقت الخلافات الجيوسياسية العالمية، إلا أن الخلاف التجاري الأميركي لم يدعم مركز الذهب، بعكس الدولار الذي حقق مكاسب كبيرة على اعتباره الطرف الرابح في الأزمة.
-
تدهور البيانات الاقتصادية
مع بداية العام الجديد اتجهت الكثير من الدول للكشف عن البيانات الاقتصادية عن الاشهر الاخيرة من 2018، والتي جاءت في مجملها سيئة.
وقد خفّض البنك الدولي تقديراته للنمو الاقتصادي العالمي عن العام الجاري و2020.
وحذر البنك في تقرير له من أن زيادة عدم اليقين السياسي العالمي منذ منتصف العام الماضي ترفع من التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية، كما حذر من أن التباطؤ بأكثر من المتوقع في أكبر اقتصادين في العالم يمكن أن يكون له عواقب بالنسبة للاقتصاد العالمي كافة.
لعب التراجع في أداء الأصول الخطرة منذ نهاية العام الماضي دوراً بارزاً في دعم أسعار الذهب، حيث أن العملة الأميركية تراجعت مع بداية العام الجاري لأدنى مستوى في شهرين.
وأصيبت الورقة الخضراء بنوبة هبوطية على الرغم أنها كانت الفائز الوحيد تقريباً في 2018 على مستوى العملات الرئيسية وذلك بعد تصريحات المركزي الأميركي، والبيانات الاقتصادية السلبية.
أما أسواق الأسهم العالمية فانخفضت في الأسبوع الأول من 2019 مع تخفيض شركة آبل توقعاتها لإيرادات الربع الرابع من العام الماضي، ما تسبب في هبوط قطاع التكنولوجيا وأسهم الموردين في آسيا وأوروبا.
-
توقعات المحللين تؤكد على قوة الذهب
جاءت توقعات المحللين في مجملها مؤيدة لارتفاع أسعار الذهب على مدار العام الجاري، نتيجة مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وتوقعات بأن يتراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) عن سياسته التشددية.
وفي أحدث توقعات لبنك غولدمان ساكس أكد أن أسعار الذهب سترتفع لأعلى مستوى منذ 2013 خلال فترة الـ12 شهر المقبلة حتى يصل إلى 1425 دولار للأونصة.
وأشارت المذكرة إلى أن أسعار الذهب استفادت من ارتفاع التوترات الجيوسياسية التي تغذي مشتريات البنوك المركزية في حين ساعدت المخاوف من حدوث ركود على تعزيز الطلب من المستثمرين الذين يسعون إلى أصول آمنة.
كما ذكر مجلس الذهب العالمي في توقعاته للعام الجديد أن المعدن الأصفر سيكوّن على مدار العام الجاري تحوط جذاب على نحو مرتفع نتيجة تزايد حالة عدم اليقين والتوسع في السياسات الاقتصادية الحمائية.
وشدد المجلس على إنه بالرغم أن المعدن قد يشهد رياحا معاكسة من معدلات الفائدة المرتفعة وقوة الدولار الأميركي فإن تلك التأثيرات من المتوقع لها أن تكون محدودة حيث أن الفيدرالي أشار إلى موقف أكثر حيادية.