كشف تقرير حديث أن شركة OpenAI تُنفق ما يقارب 15 مليون دولار يومياً على تشغيل تطبيق الفيديو القائم على الذكاء الاصطناعي Sora، في وقتٍ حذّر فيه بيل غيتس الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا من حرق المليارات في الاستثمار في شركة OpenAI.
وبحسب تقرير نشرته مجلة فوربس الأميركية، فإن تطبيق Sora، الذي يُحوّل النصوص إلى مقاطع فيديو قصيرة على غرار تيك توك، يستهلك موارد حوسبة ضخمة نتيجة تعقيد النماذج المستخدمة، مما يرفع تكلفة إنتاج الفيديو الواحد بمدة قدرها 10 ثوانٍ إلى نحو 1.3 دولار، حيث تُقدّر الخسائر السنوية للشركة بسبب هذا التطبيق بنحو 5.4 مليارات دولار، أي قرابة الـ 15 مليون دولار يومياً.
وحقق تطبيق Sora انتشاراً واسعاً منذ إطلاقه، إذ تجاوز مليون عملية تحميل خلال الأيام الأولى، ولكن هذا النجاح الجماهيري ترافق مع تحديات مالية كبيرة، إذ أكد رئيس فريق التطوير في OpenAI، بيل بيبلز، في إشارة إلى التطبيق أن الوضع الاقتصادي الحالي غير مستدام على الإطلاق.
وفي الوقت ذاته، أشار الرئيس التنفيذي سام ألتمان إلى أن إدماج نموذج إعلاني في التطبيق لن يغطي تكاليف التشغيل المرتفعة، لكنه لم يستبعد الجمع مستقبلاً بين الإعلانات والمستخدمين المميزين الذين قد يدفعون رسوماً مرتفعة مقابل خدمات إضافية.
ومع هذه الخسائر، أبدى ألتمان ثقة كبيرة بمستقبل الشركة، متوقعًا أن تصل إيرادات OpenAI إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2027، لكنه في المقابل يواجه انتقادات تتعلق بتضخيم التوقعات حول العوائد من الذكاء الاصطناعي، في وقتٍ وصف فيه بعض المراقبين القطاع بأنه “فقاعة اقتصادية على وشك الانفجار”.
وتأتي هذه التطورات بعد توقيع مايكروسوفت اتفاقية جديدة رفعت بموجبها حصتها في OpenAI إلى 27%، بقيمة تقارب 135 مليار دولار.
وحتى مع دعم ناديلا المبكر للشركة، أفادت التقارير بأن بيل غيتس كان قد نصحه في عام 2019 بعدم استثمار أول مليار دولار فيها قائلاً: "ستحرق هذا المليار بلا جدوى".
وفق تحليل فوربس، فإن نموذج Sora 2 يعتمد على معالجة البيانات في أربع أبعاد لضمان اتساق الحركة في عشرات الإطارات في الثانية الواحدة، مما يجعله أكثر كلفة وتعقيداً من النماذج النصية مثل GPT-5.
ومع أن التطبيق متاح مجاناً للمستخدمين حتى الآن، فإن آلية تحقيق الأرباح ما زالت غامضة، في حين يُرجّح أن الهدف الحالي لـ OpenAI هو توسيع حصتها السوقية، وترسيخ مكانتها في مجال الفيديو التوليدي قبل إطلاق نموذج تجاري مستدام.