وبحسب OpenAI فإنه لا يُمكن اعتبار GPT-5 مُجرّد تحديث عابر، بل يمثّل قفزة نوعية في قدرات الروبوتات الذكية، إذ يجمع بين البراعة الحسابية والفهم متعدد الوسائط والسلوك التفاعلي السلس، ما يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة.
أما الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، فيشبّه التفاعل مع GPT-5 بالتحدث مع خبير يحمل درجة دكتوراه في أي مجال يخطر على البال، إلى حدّ قد يجعل المستخدمين ينظرون إلى نموذج GPT-4 السابق، وكأنه نموذج بدائي.
نظام موحّد
يأتي إصدار GPT-5 مع بنية موحّدة بالكامل، بعدما تخلّت OpenAI عن تقسيم القدرات بين نماذج متعددة كما في الإصدارات السابقة. فالنظام الجديد يعتمد على طبقة أساسية واحدة ذكية وعالية السرعة، قادرة على التمييز تلقائياً بين الأسئلة البسيطة والقضايا المعقّدة، ليختار مستوى التفكير الأمثل لكل حالة. هذا التكيّف التلقائي يمنح GPT-5 مرونة فائقة في التعامل مع مختلف أنواع الطروحات، إذ يعرف متى يقدّم إجابة سريعة ومباشرة، ومتى يتأنّى ليحلّل بعمق ويطرح ردوداً بمستوى خبراء متخصصين.
احترافية البرمجة
يضع GPT-5 معايير جديدة في عالم البرمجة، إذ يحقق أداءً قياسياً في تطوير مواقع الويب، والتطبيقات، والألعاب عالية السرعة، إلى جانب تفوقه في مجالات الرياضيات، والكتابة، والصحة، والإدراك البصري، وغيرها. وبفضل قدراته المتقدمة، بات بإمكانه تحويل أفكار المستخدمين إلى منتجات حقيقية بلمسة واحدة.
ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، فإن حتى الأشخاص الذين لم يسبق لهم تلقي أي تدريب في علوم الحاسوب سيتمكنون باستخدام GPT-5 من ابتكار أي نوع من البرامج بسرعة وسهولة، سواء لدعم أعمالهم أو لإنجاز مهامهم اليومية.
قفزة في سعة المعالجة
ويأتي GPT-5 بسعة معالجة استثنائية، حيث يستطيع التعامل مع نصوص يصل طولها إلى 400 ألف رمز دفعة واحدة، وهو رقم غير مسبوق في عالم النماذج اللغوية. وهذه القدرة توازي قراءة مئات الصفحات المتصلة وتحليلها بعمق، مع الاحتفاظ بجميع تفاصيلها الدقيقة، ما يتيح له توليد ردود دقيقة وشاملة تستند إلى كامل السياق، من دون الحاجة لتجزئة المعلومات أو التضحية بترابطها.
هل GPT-5 هو الذكاء الفائق؟
يمثل GPT-5 نقلة نوعية في مسار الذكاء الاصطناعي، إذ لم يعد مجرد أداة لتقديم إجابات دقيقة، بل أصبح شريكاً يفكر بمنطق، يتخذ قرارات سريعة بذكاء، ويعتمد على حدس متطور، ليشبه زميلاً يمكن الوثوق بخياراته.
ومع ذلك، ورغم هذا التطور الكبير في قدرات الفهم ومعالجة المهام، فإن GPT-5 لم يبلغ بعد مرحلة "الذكاء الفائق" أو ما يُعرف بـ الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو الهدف الأسمى لهذا القطاع. ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، فإن هذا الإصدار يُمثل خطوة حاسمة تُقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من نموذج قد يقترب من الذكاء الخارق.
ما تكلفة الوصول إلى GPT-5؟
بإمكان جميع مستخدمي ChatGPT تجربة GPT-5، بما في ذلك مستخدمو النسخة المجانية، إذ أصبح النموذج الجديد هو الوضع الافتراضي في جميع الإصدارات.
ولكن، يبقى الوصول الكامل وغير المحدود لـ GPT-5 حصرياً لمشتركي النسخة المدفوعة، بينما يحصل مستخدمو النسخة المجانية على عدد محدود من الأسئلة قبل أن يعود النظام تلقائياً إلى نموذج mini.
وعند استنفاد الحصة المجانية، يتم التحويل إلى GPT-5 mini، وهي نسخة أخف وأسرع وأكثر كفاءة من GPT-4، لكنها تأتي بقدرات أقل مقارنة بالإصدار الكامل من GPT-5.