منذ نحو شهرين تقريباً قامت إدارة تطبيق واتساب بتغيير سياسة إعادة توجيه الرسائل عبر التطبيق بشكل كبير، حيث منعت المستخدمين حول العالم من عمل Forward للرسالة لأكثر من 20 شخصاً دفعة واحدة، في حين انها منعت الاشخاص المتواجدين في الهند من عمل Forward للرسالة لأكثر من 5 أشخاص دفعة واحدة، وذلك بهدف الحد من إنتشار الاخبار المغلوطة والتي تتسبب بالعديد من المشاكل وعلى وجه الخصوص في الهند.
وهذه الخطوات بالنسبة للحكومة الهندية غير كافية التي طالبت الشهر الماضي إدارة التطبيق بتعقب مصدر الرسالة الكاذبة لمعرفة من هو الشخص أو الجهة التي اصبحت تمتهن نشر أخبار كاذبة أدت الى وفاة العديد من الاشخاص.
وبعد تلميح إدارة واتساب الى إمكانية فعل هذا الامر، يبدو ان الحكومة الهندية لاحظت ان طلبها تم تجاهله وان ادارة واتساب محرجة أمام مستخدميها خصوصاً انها تؤكد في جميع المناسبات انها لا تستطيع معرفة محتوى رسائلهم بسبب التشفير، ما يعني انها لا تستطيع تبرير كيفية وصولها لمن قام بنشر الرسالة الكاذبة.
ولكن الحكومة الهندية لم تستسلم وهي رأت في رسالة وجهتها لواتساب، ان إدارة التطبيق يجب أن يكون بإستطاعتها إيجاد حل لهذه المشكلة بمفردها ومن دون المساومة على التشفير.
وأكدت الحكومة الهندية انها لا تطلب من واتساب ان ينظر بمحتويات الرسائل، ولكنها اشارت الى انه وعند قيام جهة ما بإرسال نفس الرسالة أكثر من 100 مرة وفي حال تسببت هذه الرسالة بمشاكل، فعندئذ يجب على واتساب ان يكون قادراً على تحديد المكان الذي نشأت منه الرسالة وذلك لمحاسبة الاشخاص الذين يمتهنون نشر الاشاعات.
ويقول بعض المحللين إن طلب الحكومة الهندية بطرح خدمة "من هنا بدأت" على واتساب أمر معقول، إذ من الممكن ان توفر إدارة التطبيق إمكانية تتبع الرسائل الكاذبة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون المساومة على التشفير، حيث انه وفي حال طرح هذه الامكانية فستكون على المستوى العالمي وليس فقط في الهند.
إذاً يبقى لنا ان ننتظر جواب إدارة واتساب على طرح "من هنا بدأت".
باسل الخطيب
[email protected]