في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي وتراجع الثقة في العملات، يزداد النقاش حول أفضل وسيلة لحماية الثروة، فهل هي العقار أم الذهب؟
الذهب.. حماية فورية في أوقات الأزمات
يُوصف الذهب بأنه "الملاذ الآمن" في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية أو التضخم، إذ يتميز بسيولة عالية وإمكانية تسييله بسرعة. ووفق استطلاع حديث أجرته مؤسسة غالوب، يرى نحو ربع الأميركيين أن الذهب هو الاستثمار الأكثر أماناً بعد العقار. لكن رغم هذه الميزة، لا يوفّر الذهب دخلاً ثابتاً، ويعتمد العائد منه فقط على ارتفاع الأسعار.
العقار.. بناء ثروة على المدى الطويل
على الجانب الآخر، يُعد الاستثمار العقاري وسيلة لحماية وتنمية الثروة في آن واحد. فهو يوفّر دخلاً ثابتاً عبر الإيجارات، إلى جانب نمو محتمل في القيمة مع مرور الوقت. كما أن العقار غالباً ما يُعتبر وسيلة للتحوّط ضد التضخم، إذ ترتفع الإيجارات وأسعار العقارات مع ارتفاع الأسعار. ومع ذلك، تبقى العقارات أقل سيولة من الذهب، وتحتاج لوقت أطول للبيع، إضافة إلى تكاليف مرتفعة مرتبطة بالشراء أو الصيانة.
مقارنة العوائد
التاريخ يظهر أن العقار والذهب كانا أقل ربحية من الأسهم على المدى الطويل، لكنهما يبرزان كخيارات أكثر أماناً في أوقات التقلبات. فعلى سبيل المثال، حققت العقارات عائداً سنوياً يقارب 8% خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، مقابل 6% للذهب، فيما تفوقت الأسهم بشكل واضح. ومع ذلك، يظل كل من الذهب والعقار أداة رئيسية لتوزيع المخاطر وضمان الاستقرار المالي.
الخيار الأمثل.. التنويع
يتفق خبراء الاستثمار على أن المزج بين الذهب والعقار هو الخيار الأذكى. فالذهب يوفّر حماية فورية من الأزمات، فيما يمنح العقار دخلاً ثابتاً ونمواً طويل الأجل. ويؤكد محللون في Kiplinger وEconomic Times أن التنويع بين الأصول المختلفة – مثل العقار، الذهب، الأسهم، والديون – يُعد أساساً لبناء محفظة قوية قادرة على الصمود أمام أي صدمات اقتصادية.