العديد من المزايا
ويمكن القول إن عامَيْ كورونا تحديداً كانا مؤثرين للغاية في إدارك الكثير من الشركات والموظفين أنهم بحاجة إلى قضاء المزيد من الأوقات بعيداً عن العمل.
وللعمل 4 أيام أسبوعياً العديد من المزايا، لعل من أبرزها "تراجع التوتر"، حيث أشار 38-45% ممن طبقوا تجربة العمل أسبوعياً في أيسلندا إلى تراجع ملحوظ في شعورهم بالتوتر والضغط العصبي المرتبطين بالعمل في ظل دوامهم أربعة أيام أسبوعيًا.
وفي تجربة أخرى في هولندا وصلت نسبة هؤلاء الذين عبروا عن "توتر أقل" إلى 78%، بل رأى 65% من المديرين أنهم أقدر على توظيف مواهب أفضل بفعل العمل لساعات أقل وهو عنصر جذب غير متوافر لدى الآخرين ويختلف عن الأجر العالي أو المزايا المادية الاعتيادية.
وكان مجرد تقليل ساعات العمل من 8 ساعات إلى 6 ساعات يوميًا مع الإبقاء على نظام خمسة أيام عمل كافيًا كي تقل اعتذارات ممرضات مستشفى في السويد عن عدم الحضور إلى العمل، بل نظم هؤلاء الممرضات زيارات أكثر بنسبة 85% للمرضى تحت رعايتهن.
ويمكن القول إن العمل 4 أيام أسبوعياً أيضاً له مزايا "محتملة" على نطاق تشغيل الاقتصاد، وذلك بتقليل نسبة البطالة عالمياً، من خلال الاحتياج للمزيد من العمال في بعض القطاعات، فضلاً عن مواءمته لمستقبل سوق العمل في ظل تزايد العمل على أنظمة الذكاء الاصطناعي والآلات في أداء أعمال اعتاد أن يقوم بها البشر.
معوقات ومخاوف
رغم ان إنتاجية الموظفين إرتفعت خلال نظام العمل 4 بـ 3، إلا ان هناك نقطة أساسية يجب التركيز عليها وهي ان الموظفين الذين إرتفعت إنتاجيتهم لم يتم تخفيض رواتبهم مع إعتماد النظام الجديد.
ويعني هذا الأمر ان أي تخفيض للمرتبات مع تخفيض دوام العمل قد يكون غير مقبول لدى الكثير من الموظفين وبالتالي فإن إنتاجية هؤلاء قد تتراجع مع تراجع الراتب.
وفي الخلاصة فإن نجاح تطبيق نظام عمل 4 بـ 3 يحتاج لعنصرين، الأول عدم تقليل مزايا الموظفين لدى تطبيقه، والثاني عدم إعتبار الموظفين ان النظام الجديد يدعو للتراخي.
أرقام