صدر عن مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان بيان تقدّمت فيه بأحرّ التعازي إلى العمال الذين قضوا أثناء متابعتهم أعمال الصيانة للأشغال المنفذة في محطة رفع المياه المبتذلة في خلدة (منظومة محطة الغدير للتكرير) التابعة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان.
كما تقدّمت المؤسسة بالتعازي إلى شركة أريسون التي يتبع لها العمال، موضحةً في هذا السياق أن شركة أريسون متعاقدة مع منظمة اليونيسف لتنفيذ أعمال صيانة محطات الصرف الصحي لصالح مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ضمن برنامج دعم المؤسسات العامة.
إن المؤسسة تبدي بالغ أسفها لوقوع هذا الحادث الأليم في وقت كان فيه العمال الخمسة يؤدّون واجبهم الوظيفي للمساهمة في تحسين المنشآت وتطوير الخدمات المقدّمة للمشتركين.
وكانت غرفة عمليات المديرية العامة للدفاع المدني، قد تلقت في تمام الساعة ١٢:٥٠ من ظهر يوم أمس، بلاغاً عن حادث داخل محطة تكرير المياه المبتذلة التابعة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان – موقع خلدة الساحلي، حيث سقط خمسة أشخاص داخل أحد أحواض المعالجة، ما أدّى إلى وفاتهم على الفور.
وفي التفاصيل، فقد تبيّن أن أحد العمال كان ينفّذ أعمال تنظيف داخل حوض معالجة على عمق نحو سبعة أمتار، حيث تتراكم المياه المبتذلة وتنبعث منها غازات سامة تؤدي إلى فقدان الوعي فور استنشاقها. وأثناء قيامه بالنزول إلى قعر الحوض عبر سلّم داخلي لتنظيف الرواسب العالقة بين فتحات الفلترة، تعرّض للاختناق وسقط أرضاً.
وحاول أربعة من زملائه تباعاً إنقاذه، إلا أنهم سرعان ما تعرضوا للمصير ذاته نتيجة انبعاث الغازات السامة وانخفاض مستوى الأوكسجين في المكان المغلق، ما أدّى إلى وفاتهم جميعاً اختناقاً.
وقد تدخلت على الفور فرق الإنقاذ من مركز الدفاع المدني في المتن الجنوبي الساحلي ومن مركز الجية البحري ومركز الدامور البحري، حيث نفذت عملية انتشال دقيقة للجثث باستخدام الحبال وأجهزة التنفس الاصطناعي الخاصة (قناني الهواء). وتم نقل جثتين إلى مستشفى كمال جنبلاط، وثلاث جثث إلى مستشفى بشامون التخصصي.
وقد تبيّن أن الضحايا هم لبنانيان وثلاثة من العمال الفلسطينيين.
وجددت المديرية العامة للدفاع المدني، التأكيد على أهمية الالتزام التام بإجراءات السلامة المهنية لا سيّما في الأماكن المغلقة والمعرّضة لانبعاث الغازات السامة، وتشدد على ضرورة اتخاذ الاحتياطات الوقائية المناسبة وتوفير التجهيزات المطلوبة قبل المباشرة بأي عملية صيانة أو تنظيف داخل منشآت معالجة الصرف الصحي.