أقام مرشّح لائحة "المستقبل للشمال" سامي فتفت لقاءً تربويّاً مع استاذة منطقة الضنية بعنوان "الوضع التربوي في الضنية" في فندق ومطعم قصر الأمراء في بلدة سير الضنية.
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية من أمية هرموش، قال فتفت كلمةً: "ليس من السهولة بمكان أن نقف أمام هذه النخبة التربوية، لكن الاخطر أن لا نتكلم عن أهمية الواقع التربوي وهنا يصبح الصمت جريمة، فقضية التربية من أهم القضايا وقضية المعلّم يجب أن تكون أم القضايا، فالمجتمع بأكمله يستمد ثقافته من المدرّس".
واستشهد بما فعلته المستشارة الالمانية أنجلا ميركل عندما سئلت من قبل نقابات الاطباء والمهندسين والمحامين لماذا أعطيتي المدرّس علاوات اكثر من جميع فئات المجتمع، فكان جوابها :"كيف أستطيع أن أساويكم باللذين علموكم؟".
ونوه بالجهود التي يبذلها المدرس كون التدريس يمارس أقدس مهمة عرفتها البشرية، معتبراً انّ المعلم "ظُلم في بعض القضايا الاجتماعية والماليّة وحتى التشريعيّة".
وشدّد فتفت على أنه "لا نستطيع أن نحسّن ثقافة المجتمع وننهض به قبل أن نحسّن وضع المدرّس، ونحميه من الحاجة والعوز، ليستطيع مواجهة صعوبات الحياة، ويؤدّي رسالته المقدسة على أتم وجه لأن تأزم الوضع التربوي يؤدّي حكماً الى تأزّم الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحتى الأخلاقي، فالأزمات الاخلاقيّة والامراض الاجتماعية التي يعاني منها الوطن لا نستطيع أن نعالجها، الاّ بنهضة تربويّة وتعليميّة، ولا نستطيع أنّ نقضي على الفساد من دون أن نصنع انساناَ يؤمن انّ الفساد خطيئة".
كما وجّه تحيّة خاصّة لكل مدرّس "يصول ويجول بقاعات التدريس لينقذ الجيل من آفة الجهل والتخلّف ولكل معلمة تركت منزلها واهلها لتقدّم اعصابها وصوتها وصحتها قرباناً على مذبح التربية والتعليم".
وأكد أنه "من واجب السياسيّ أن يقدّم في برنامجه الانتخابيّ قبل الوعود الانمائية، رؤية تربوية عبر التعهّد بتأمين تشريعات قانونية ودستوريّة تلبّي طموحات الجسم التربوي، كمدخل صحّي ووحيد لمعالجة كافة القضايا".
أضاف: "حين اطلق الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورشة تعليم اللبنانيين (٤٠٠٠٠خريج) ، كان مؤمناً انّ بوابة بناء الدولة هي صناعة جيل متعلّم ، يستطيع أن ينهض بالوطن بكافة الجوانب ومن جميع الاختصاصات،هذه هي مدرسة رفيق الحريري، معتمداً على خلطة سحريّة باستبدال ثقافة المليشيات بالعلم والفكر وبناء الصروح التربوية ، واستبدال آلة الحرب بالآلة الكاتبة، واستبّدال البندقية التي كان اللبنانيين يتقاتلون بها بالعلم والثقافة".
وتطرق فتفت الى البرنامج الانتخابي الذي اطقله "تيار المستقبل" يوم اعلن الرئيس سعد الحريري اسماء المرشحين بالبيال، والذي خصص حيزا كبيرا للموضوع التربوي، ووضع خطّة وبرنامج لمعالجة المشاكل التربوية، ودعم المدرسة الرسمية وتمكينها من انّ تلعب الدور المطلوب منها.
كذلك، انتقد "من يمارسون ثقافة التمثيل على الناس من خلال معالجة الوضع التربوي بدفع قسط المدرسة والجامعة للطالب في هذا الموسم فقط ، ونترك المدرّس يعاني الويلات، إنها ممارسة اصبحت معروفة وواضحة لابتزاز الناس لمصادرة قرارهم ، لكنّهم نسوا انّ اهالي الضنية ارقى من ان يساوموا على قناعاتهم، عبر استغلالهم، لانّهم خلقوا احراراً ، وعاشوا احراراً ، وسوف يمارسون قناعاتهم الانتخابية أيضاً أحرار".
وتابع: "من غير المقبول أنّ يقف المدرّس على ابواب السياسي او المتموّل ، فاذا اردنا أن نبني دولة حقيقية وعادلة ، يجب أن نحاول سويّاً ابعاد المعلم عن ثقافة الاستزلام والارتهان".
وانطلاقاً من قناعاته السياسية والتربوية أكد فتفت على:
-
"اولاً: من المفترض أن تكون القضايا التربوية اولى الاولويات من الناحية التشريعية وعبر متابعة شؤونهم للوصول الى حقوقهم كافة ، كونهم الشركاء الحقيقيين لايّ نهضة نحلم بها، ولأيّ مستقبل مشرق لهذا الوطن.
-
ثانياً :حاجات وقضايا الضنية من الناحية التربوية كثيرة ، مما يدفعنا ان نعمل بكل جهد مع التربويين لنصل الى مدرسة رسمية نموذجية يتعلم فيها طلابنا، وفي هذه المناسبة أودّ أن أعلن امامكم عن بدء العمل باستحداث "مدرستين نوعيتين" في منطقة الضنية (مدرسة رياضية ، ومدرسة فنية زراعية).
-
ثالثاً : موعدنا في السادس من ايار سيكون بداية التواصل معكم ، لنخطّ سويّا خطّة تربويّة تحاكي هموم التربية على الصعيد الوطن عامة والضنية خاصة ، ولنقف يدا واحدة لدعم قضية المدرّس ومعالجة هواجسه".