أطلق المجلس الوطني للبحوث العلمية والمركز الوطني لعلوم البحار، تقريراً عن نوعية المياه في البحر على طول الشاطئ اللبناني، وذلك في مؤتمر عقد في مقر الأمانة العامة للمجلس في بيروت، بمشاركة عدد من الهيئات الحكومية والاختصاصيين وشخصيات تمثل القطاع الخاص ومراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني.
وأعلن الامين العام للمجلس الدكتور معين حمزة، عن نتائج التقرير الذي جاء في 30 صفحة، واستعرض حالة الشاطئ والبحر اللبناني، حيث أكد أن هناك 16 من أصل 25 نقطة بحرية شملتها الدراسة على طول الشاطئ اللبناني، وهي تحمل تصنيفاً جيداً ويمكن استخدامها للسباحة وكل النشاطات المائية والشاطئية الأخرى، في مقابل وجود 4 مناطق مصنفة بدرجة مقبول و5 مناطق سيئة وملوثة جداً ولا يمكن استخدامها للسباحة.
وأشار حمزة إلى أن الدراسة لم تشمل عينات من مصبات المياه الآسنة الموجودة بكثافة على طول الشاطئ وبقرب التجمعات الصناعية أو مكبات النفايات الصلبة، نظراً لكونها ملوثة ولا تحتاج إلى تحليل. ولفت الى أن العينات لم تؤخذ أيضاً من المسابح الخاصة، بحيث تقع المسؤولية المباشرة على مالكيها في إجراء الفحوصات المخبرية الدورية، إذ أن المجلس الوطني للبحوث العلمية لا يملك صلاحية لإجراء هذه التحاليل.
واوضح حمزة أن فريق المركز حصل على العينات من المناطق العامة والمسابح الشعبية على طول الشاطئ من خلال 25 نقطة ثابتة وذلك من أجل تبيان أهليتها للنشاط البحري والسياحي.
وقال أن النتائج لا تعطي أي مبرر لحال التدهور البيئي الذي يعاني منه الشاطئ اللبناني، بسبب المياه الآسنة الموجودة بكثافة على طول الشاطئ، والمكبات العشوائية للنفايات الصلبة، والنشاط الصناعي المتزايد على الشاطئ، وغياب التنظيم المدني لملائمة التزايد العمراني.
من جهته، أكد مدير المركز الوطني لعلوم البحار الدكتور ميلاد فخري خلال عرضه حالة النقاط البحرية، أن المركز يتبع توصيات برنامج الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لتبيان الحالة البكتيرية لمياه البحر، ولفت الى ان فريق المركز يأخذ عينات من 25 محطة موجودة على كامل الشاطئ اللبناني، من العريضة شمالاً حتى الناقورة جنوباً، وذلك من الأماكن التي يرتادها الناس لممارسة هواية السباحة.
كما ويقوم المركز بأخذ عينات من عمق يتراوح ما بين متر ومترين كما يتم أخذ عينات من عمق 50 سنتم، لمعرفة كميات تركيز البكتيريا العقدية البرازية والقولونية البرازية، اللتان تقدمان مؤشرات عن نوعية المياه وعن احتمال وجود بكتيريا معدية قد تؤدي إلى انتشار امراض مختلفة.
ورأى فخري أن حل مشكلة تلوث البحر سهل وصعب في الوقت نفسه، نظراً لوجود ثلاثة أنواع من التلوث، العضوي والبكتيري والكيميائي، حيث يجب وقف مصادر التلوث المعروفة، وأهمها مصبات الصرف الصحي على طول الشاطئ اللبناني، مشياً الى انه يجب على الدولة اللبنانية أن تعيد إحياء مشروع إنشاء 12 محطة تكرير للمياه الآسنة على الشاطئ، ولفت الى أن المواطنين يتحملون جزءاً من المسؤولية البيئية.
وتحدث فخري عن دراسة اعدت ضمن أطروحة دكتوراه ما بين لبنان وجامعة ULCO في فرنسا، اظهرت تواجد المعادن الثقيلة بتركيزات (رصاص، زئبق، كادميوم) بمعدل أدنى من المسموح بها عالمياً، في عضل الأحياء البحرية (سمك، قريدس، صدفيات) المأخوذة من عدة أماكن على طول الشاطئ وفي فترات زمنية مختلفة، وطمأن اللبنانيين أن لا خطر على السمك البلدي في لبنان إذ يمكن استهلاكه بطريقة طبيعية.