بعد اقفال معبر نصيب بين سوريا والاردن واحتجاز جميع سائقي الشاحنات اللبنانية هناك من قبل مجموعات مسلحة، على المعنيين اجراء لقاءات للتحول الى النقل البحري .
ويرى رئيس الغرفة الدولية للملاحة في بيروت ايلي زخور في حديث لموقع اخبار الاقتصاد Business Echoes، أن مشكلة النقل البري عبر الحدود السورية ليست جديدة فمنذ سنتين واكثر حصلت الواقعة نفسها، الا ان وزير الاشغال العامة والنقل يومها غازي العريضي ووزير الزراعة حسين الحاج حسن، سارعا الى اتخاذ تدابير لاستبدال النقل البري للبضاعة اللبنانية بالنقل البحري.
وقال زخور ان مرفأ بيروت وعبر محطة الحاويات العائدة له، يتعاون مع 60 مرفأ عالمي، منها مرافىء عربية، وخطوط ملاحية كثيرة ترتبط بمرفأ بيروت، اضافة الى الحاويات التي تأتي ممتلئة بالبضاعة وتفرغ حمولتها، وبامكانها عند ذلك تعبئتها ببضاعة جديدة لبنانية واعادة تصديرها.
واعتبر زخور ان لبنان يُعدُّ بلد استيراد من الرقم الاول، اذ يستقبل الكثير من الحاويات ولكنه لا يشحن كثيرا منها، لذلك كثيراً ما توافق شركات الشحن صاحبة هذه الحاويات، على تخفيض سعر ايجار الحاوية وشحن بها البضاعة اللبنانية.
وعاد زخور بالذاكرة سنتين عند حدوث ازمة حيث اكتشف كثير من الصناعيين اللبنانيين، سهولة النقل البحري لانها اكثر امنا واقل وقتاً حيث يمكن للتاجر مثلا ارسال شاحنات الى المرفأ السعودي في جدة بثلاثة ايام فقط.
وقال ان المشكلة الاساسية لا تتمثل بالحاويات بل باصحاب الشاحنات، فعند النقل براً هنالك عملية واحدة تتمثل بتخزين البضاعة في الشاحنة ومن ثم نقلها الى الدول لتصديرها، اما في النقل بحراً، فتتمثل المشكلة بالتريلا او الشاحنة، التي عليها التوجه اولاً لإحضار البضاعة من مصدرها، ومن ثم المجيء الى مرفأ بيروت لانتظار الباخرة من ثم يتم شحن الشاحنة مع سائقها الى مصر عبر البحر المتوسط وتحديدا الى بور سعيد ، ثم تنتقل الشاحنة برا في مصر الى قناة السويس الموجودة في البحر الاحمر، لتُحَمَّل وسائقها بباخرة اخرى تبحر الى مرفأ ضبا في البحر الاحمر، وهناك تتمكن من الانتقال برا حيث شاءت. الا ان ذلك مكلف خصوصا للصادرات الزراعية، اما الصادرات الصناعية فكلفتها تناسب الصناعيين وهم دائما يلجؤون الى النقل البحري، ما سبّب زيادة في عدد الحاويات المشحونة من المرفأ من 24 الف حاوية سنويا الى 70 الف حاوية.
انما الصادرات الزراعية بحاجة لدعم من الدولة لنقلها عبر البحر، فتركيا مثلا وفي عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي قامت بتشجيع اصحاب الشاحنات للانتقال بالعبارة رورو الى بور سعيد، من خلال دفع الف دولار لكل سائق شاحنة لتشجيعه على العمل، لكن هذا الاتفاقية الغيت في العهد الحالي وحاليا ترسل تركيا شاحناتها وسائقيها بعبارات او بواخر الى اسرائيل. ويضيف زخور : اذاً لا يوجد حلّ في لبنان في النقل البحري سوى عبر الحاويات او عبر نقل الشاحنات بالعبارة او الباخرة رورو الى بور سعيد، ومن هناك تنتقل الى البحر الاحمر برا لتصل الى مرفأ السويس، ومنه الى مرفأ ضبا في البحر الاحمر لتقوم بتوزيع البضائع في دول الخليج.
اما عن الفرق بين النقل بالحاوية او بالعبارات، يقول زخور انه لو كان هناك حاوية واحدة بامكانك تصديرها، في حين ان النقل بالعبارة يحتّم عليك انتظار اكتمال عدد معين من الشاحنات لتصل الى 50 او 60 شاحنة، وتُحمّل بعد ذلك عبر العبارة او الباخرة رورو.
حاورته محاسن حلبي لموقع Business Echoes