أكّد بنك غولدمان ساكس أن اتجاه الدولار نحو التراجع ما زال بعيداً عن نهايته، مشيراً إلى وجود قوى هيكلية تدفع العملة الأميركية نحو مزيد من الضعف على المدى الطويل.
وذكر البنك في مذكرة حديثة أن هناك عاملين رئيسيين سيواصلان التأثير السلبي على أداء الدولار في المرحلة المقبلة.
العامل الأول يتعلق بتدفقات التحوط في المحافظ الاستثمارية، حيث أشار إلى أن تراجع استقلالية المؤسسات في الولايات المتحدة قلل من شهية المستثمرين تجاه الأصول المقومة بالدولار.
هذا التراجع دفع مديري الأصول والمؤسسات المالية إلى تعزيز استراتيجيات التنويع والتحوط بعيداً عن العملة الأميركية، وهو ما يشكل ضغطاً مستمراً على الدولار طالما بقي المسار السياسي في واشنطن على حاله.
أما العامل الثاني فيرتبط بسياسة الصين تجاه عملتها المحلية، اليوان. وأوضح غولدمان ساكس أن بكين تسعى في المرحلة الراهنة إلى ترسيخ استقرار أكبر لليوان، في إطار رؤية تهدف إلى تعزيز دور العملة الصينية عالمياً.
وأضاف أن تحول اليوان إلى مرجع إقليمي وعملة مفضلة للتسويات التجارية سيؤدي في نهاية المطاف إلى تداعيات واسعة على أسواق العملات، ما يفتح المجال أمام استمرار تراجع الدولار.
ويرى البنك أن هذه التحولات في التدفقات النقدية والتحوطات الاستثمارية لا تقتصر على أوروبا فحسب، بل تمتد إلى مناطق أخرى، خاصة في ظل تزايد الدور الصيني في الاقتصاد العالمي.
وبحسب غولدمان ساكس، فإن استمرار هذه العوامل الهيكلية سيضعف موقع العملة الخضراء بشكل تدريجي، ويجعلها أكثر عرضة لضغوط المنافسة من عملات بديلة، في وقت يتزايد فيه الحديث عن الحاجة إلى نظام مالي عالمي أكثر تنوعاً بعيداً عن هيمنة الدولار.