باسل الخطيب – بيزنس إيكوز
في زمن يتزايد فيه وعي الأفراد بمخاطر التدخين على صحتهم البدنية والنفسية، يسعى عدد متنامٍ من الأشخاص للإقلاع عن هذه العادة المُضرة والاستفادة من حياة أكثر صحة.
ولطالما شكّل قرار الإقلاع عن التدخين تحدياً شخصياً كبيراً، لا سيما بالنسبة لأولئك الذين ارتبطت حياتهم لفترة طويلة بهذه العادة. ومع ذلك، فقد أصبح هذا الهدف اليوم أكثر قابلية للتحقيق بفضل ظهور البدائل الخالية من الدخان، مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات أكياس النيكوتين، التي تعمل كـ "جسر عبور" يساعد الأفراد على تحقيق هدفهم والانتقال تدريجياً إلى حياة خالية من التدخين.
وهذا المشهد من التحوّل نحو بدائل أقل ضرراً، كان محوراً أساسياً للنقاش خلال ملتقى Technovation 2025 في دبي، حيث عرضت شركة فيليب موريس، لأحدث رؤاها حول بناء مستقبل خالٍ من الدخان، بمشاركة نخبة من قادة الشركة والخبراء والعلماء والمختصين الذين ناقشوا الأدلة العلمية المتعلقة بفعالية استبدال السجائر التقليدية ببدائل خالية من الدخان، ودور هذه المنتجات في تحسين الصحة العامة وتقليل المخاطر المرتبطة بالتدخين.
استثمار ضخم من أجل عالم خالٍ من الدخان
فشركة فيليب موريس، التي ارتبط اسمها تاريخياً بصناعة السجائر التقليدية، أكدت خلال فعاليات Technovation 2025 في دبي، أن التحول نحو المنتجات الخالية من الدخان، لا يُعد مجرد استراتيجية تجارية، بل يمثل توجهاً ضرورياً لمواكبة التحولات المتسارعة في سلوك المستهلكين وارتفاع وعيهم الصحي، مشيرة إلى وجود أكثر من 41 مليون مستخدم بالغ، لمنتجاتها الخالية من التدخين، في حين أن نحو 41% من إجمالي صافي إيراداتها على مستوى العالم، كانت متأتية من أعمالها الخالية من التدخين، وذلك حتى الربع الثاني من عام 2025.
كما كشفت فيليب موريس أنها تولي أهمية قصوى للاستثمار بالبحث العلمي عبر أحدث مختبراتها، حيث أعلنت أنها استثمرت منذ 2008 وحتى 31 ديسمبر 2024، أكثر من 14 مليار دولار أميركي في عمليات البحث والتطوير، وقد ساعدتها هذه الاستثمارات على ابتكار منتجات متطورة وخالية من الدخان وأقل ضرراً، مؤكدة أنها ستستمر في بذل المزيد من الجهود للوصول إلى مستقبل خال من الدخان.
التعاون يصنع الفرق
وشددت الكلمات التي القيت خلال Technovation 2025 في دبي، على ضرورة تكاتف مختلف الأطراف في رحلة انتقال المدخنين نحو بدائل أقل ضرراً، ولا سيما من خلال الخطوات التي يتعيّن على الحكومات والمشرّعين اتخاذها، حيث قال ياتشيك أولتشاك، الرئيس التنفيذي لشركة فيليب موريس إنترناشونال، إن بعض المدخنين في العالم، يتمتعون اليوم ببدائل أفضل من السجائر، في حين يُترك آخرون دون خيارات أخرى، مشيراً إلى أن بعض الدول تشهد ارتفاعاً حاداً في معدلات التدخين يتجاوز الـ 20% أو حتى 40%.
وأعتبر أولتشاك على أن تكنولوجيا مستقبل خالٍ من التدخين موجودة وجاهزة للتغيير، ولكن التقدم الحقيقي في هذا المجال يتحقق عندما يصل هذا الابتكار إلى حياة جميع الناس، مشدداً على أن ذلك يحصل فقط من خلال العمل معاً، أي الجهات التنظيمية والعلماء والمجتمع المدني والمستهلكون، ما يتيح التغلب على العوائق وإحداث تغيير دائم.
تصحيح علمي عن النيكوتين
من جهته شدد د. ديفيد خياط، أستاذ علم الأورام في جامعة بيير وماري كوري (باريس)، في مداخلة له على أن الناس وعن طريق الخطأ، غالباً ما يربطون النيكوتين بالسرطان، وذلك لأن النيكوتين كان يُستهلك من خلال السجائر التقليدية، إلا أن هذا المفهوم غير دقيق، فالنيكوتين بحد ذاته مُسبب للإدمان ولكنه ليس مُسرطناً، وسوء الفهم هذا، يُعيق جهود الصحة العامة واستراتيجيات الحد من المخاطر، داعياً إلى إرسال رسالة واضحة بهذا الشأن إلى الأسواق.
التواصل يوقف التضليل
بدوره اعتبر توماسو دي جيوفاني، نائب رئيس الاتصالات والتواصل، في شركة فيليب موريس إنترناشونال، أنه عندما يفشل التواصل، تزدهر المعلومات المضللة، وهذا ما يُغذي الارتباك ويُوسّع الفجوة تجاه الخيارات الأفضل، مشدداً على أن الصحة العامة تحتاج إلى سياسات مبتكرة قائمة على الحقائق لا على الأيديولوجيات، وذلك لتشجيع المدخنين على التحوّل، وتشجيع الشركات على الاستثمار في بدائل أقل ضرراً.
فيليب موريس.. مستقبل خالٍ من التدخين
وبعد يوم حافل بالنقاشات العلمية التي طبعت فعاليات ملتقى "Technovation 2025" في دبي، والذي شارك في تغطيته موقع Business Echoes المتخصص بأخبار الاقتصاد والتكنولوجيا، تبلورت قناعة واضحة لدى المشاركين مفادها أن التبغ المسخن والبدائل الخالية من الدخان، باتت أداة فعّالة تُسهِم في مساعدة المدخنين، على الإقلاع وتقليل الأضرار الصحية المرتبطة بالتدخين، فمن يريد مساعدة أكثر من 1.2 مليار مُدخّن في العالم على محاربة هذه الآفة، عليه أن يقدم حلاً ملموساً وموثوقاً مدعوماً بالأدلة العلمية، وهذا تماماً ما تقوم به شركة فيليب موريس.