عندما زار الرئيس سعد الحريري في الثالث من آذار مارس 2016 مبنى تلفزيون المستقبل في منطقة القنطاري الحمرا في بيروت، كان الهدف من اللقاء، ان يشدِّد على الجهد الذي يقوم به العاملون في قطاع الاعلام من تلفزيون وجريدة وموقع تيار المستقبل واذاعة الشرق.
واشار الحريري حينها الى ان تلفزيون المستقبل مؤسسة يُفتخر بها، وقال كلمة بدأ بها ممازحاً "سأقدم نشرة اخبار اليوم".
وقد صارح الحريري حينها الجميع، وأقرّ بالازمة المالية التي يمر بها إعلامُه، الا انه طمأنهم انه سيتم تخطيّها في المستقبل القريب.
ومنذ ذلك الحين وكل وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسوعة والالكترونية خصوصا، تنشغل بنقل او صنع او تلفيق اخبار عن ازمة الحريري المادية وكأن هذه القنوات او الصحف تنعم ببحبوحة التسعينات التي لم تعد تشهدها بتاتاً، بسبب تراجع اعمال الشركات في لبنان وقلّة الاعلانات نتيجة الوضع الاقتصادي المتراجع.
وقد نشرت صحف ومواقع الكترونية في لبنان اخباراً مفادها ان الازمة المالية تزداد ولا آمال بمعالجتها وان تلفزيون المستقبل قد يقفل ابوابه.
وفيما كان الحريري يتجاهل الردّ عن كل ما يشاع، كونه غير صادر عنه رسمياً او عن ادارة قطاع الاعلام، الا انه هذه المرة نفى ما أشيع أمس عن قرب إغلاق تلفزيون "المستقبل"، وقال في تغريدة له عبر موقع تويتر ما يلي: "ما نشره موقع النشرة عن قرب إغلاق تلفزيون المستقبل، أو حتى التفكير بصياغة بيان يعلن ذلك، لا يمت للحقيقة بصلة، وهو أمر غير وارد أساسا".
وبالتالي ان الازمات المالية تصيب أياً كان في العالم ومن ثم يعاود النهوض حتى ولو بعد حين، وعلى من لم يقتنع ان يعلم، ان ما زرعه الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن يذبل طالما هناك اشخاصاً أوفياء يعملون في مؤسساته وطالما الازمة هي مالية فقط حيث ان المال يذهب ويعود.
ومما لا شك فيه ان معظم وسائل الاعلام في لبنان ان لم تكن كافة، تعاني من ازمات مالية وتشكو قلّة الاعلانات وغلاء الاكلاف والتشغيل وتراجع التمويل، والمعاناة والتأخر بدفع الرواتب للعاملين والموظفين تشهده كل محطات التلفزة في لبنان ومعظم الصحف والمواقع الالكترونية واذاعات الراديو، الا ان الهجوم مستمر على الشاشة الراقية التي تدخل منازل الناس دون ان تخدش مشاعر الاطفال وتقدِّم لهم مشاهد غير اخلاقية، بل هي تحافظ على هذا الخط من الحدود الاعلامية. وهذا الهجوم المستمر يخفي في طيّاته حرباً سياسية على تيار الاعتدال وزعيمه سعد الحريري.
ومن يزور قناة المستقبل وباقي وسائل الاعلام الشقيقة يلاحظ انها المجموعة الوحيدة في لبنان التي توظِّف من كل الاطراف والاديان وحتى الاحزاب الأُخرى، كما ان هناك المئات من الاشخاص يعملون في هذه المجموعة اي إعلام تيار المستقبل ولا ينتمون اليه وهم يستفيدون من موارده نتيجة العمل الذي يقدّموه، لكنه لا يلتزمون ابداً بمبادئه السياسية، وبالتالي فإن المستقبل لا يميز ويسير على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالعمل من اجل الوطن وجميع ابنائه.
بقلم باسل الخطيب رئيس تحرير موقع Business Echoes
[email protected]