يثير التراجع في الاعمال التجارية التي طالما هيمنت على انشطة مصرف "غولدمان ساكس" عدة تساؤلات حول استراتيجية المصرف الذائع الصيت في وول ستريت، في الوقت الذي يعرقل دخول التكنولوجيا أداء القطاع التمويلي.
وبحسب الخبير الاقتصادي في مركز "فرتيكال" للابحاث ريتشارد بوف، فإن غولدمان ساكس فقد زخمه وهو بحاجة الى الالهام والى إدارة وأعمال وأنشطة جديدة، لا سيما ان المتاعب التي تواجه المصرف تعتبر مفاجئة بالنظر الى مكانته في سوق التمويل الاميركية. كما لفت الى ضرورة الاقرار بان التعاملات التي تنطوي على مخاطر كبيرة والتي ساهمت في السابق بزيادة الارباح لم تعد قابلة للاستخدام من قبل المصرف الذي يجب ان يتطلع الى فرص استثمارية جديدة.
ويرى بوف ان على غولدمان ساكس التحول الى الاقراض التقليدي، وهي اعمال بدأ المصرف اعتمادها مع انشاء مصرف "جي اس بنك"، الذي يدير حسابات توفير وبرنامج "ماركوس" للاقراض على الانترنت. هذا فضلا عن البدء بالاستحواذ على شركات اقراض تصغره حجما، نظرا لما تدره القروض من ارباح للشركات المالية.
من جهته، يقول رئيس مجموعة "ميشارت كابيتال ماركتس" غريغوري فولوخين، ان مصرف غولدمان ساكس يعمل منذ 148 عاما ويحتاج الى تجديد، مشيرا الى ان حوالي 70 في المئة من التعاملات في بورصة نيويورك تتم بواسطة انظمة التداول الآلي.
وكان غولدمان ساكس قد سجل تراجعا غير مسبوق بنسبة 40 في المئة في ايرادات التداول في الدخل الثابت والسلع والعملات في الربع الثاني من 2017، في اداء متراجع مقارنة مع المنافسين "جاي بي مورغان تشايس" و"مورغان ستانلي".
وبالرغم من ان تداولات الدخل الثابت والسلع والعملات شكلت مصدرا اساسيا لارباح المصرف، وساهمت في بروز كبار المديرين على غرار الرئيس التنفيذي لويد بلانكفاين، ورئيس المصرف ومساعد الرئيس التنفيذي هارفي شفارتس، والمدير المالي مارتن تشافيز، الا انه ومنذ الازمة المالية عام 2008، تآكل الدور الذي تؤديه الاقسام التجارية مع الاعتماد المتزايد على الرياضيات في التداول الآلي اثناء التعاملات، واعتماد المزيد من المستثمرين صناديق المؤشرات المتداولة المنخفضة التكاليف.
هذا ويتطلع الخبراء الى معرفة الخطة التي سيعتمدها غولدمان ساكس من اجل اعادة وضع القطار على سكته، مع ترقب ما سيقوله شفارتس للمستثمرين خلال ندوة ينظمها مصرف باركليز المنافس الاسبوع القادم.
ايلاف