زار نائب وزير الخارجية اليوناني تيرنس كويك على رأس وفد اقتصادي يوناني يمثل القطاعات الاقتصادية المختلفة غرفة بيروت وجبل لبنان، حيث عقد لقاء اقتصادي لبناني – يوناني موسع، بحضور حشد من القيادات الاقتصادية ورجال اعمال ومهتمين.
وقد افتتح اللقاء بكلمات لنائب وزير الخارجية اليوناني، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، سفير اليونان في لبنان تيودور باساس، رئيس مجلس الاعمال اللبناني اليوناني نائب رئيس الغرفة غابي تامر، أعقبه اجتماعات عمل ثنائية بين أعضاء الوفد اليوناني ورجال اعمال لبنانيين، تم خلالها البحث في امكانية خلق شراكات عمل في الكثير من المجالات.
وفي كلمته، كشف شقير عن وجود الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع البلدين، لا سيما التشابه في ثقافتهما وطريقة حياتهما، مؤكدا ضرورة بذل الجهود اللازمة لترجمة هذا التشابه إلى شراكات حقيقية على مختلف المستويات.
وأوضح شقير ان اتحاد الغرف اللبنانية عمل بشكل وثيق مع القطاع الخاص ونجح في تطوير العلاقات الاقتصادية بين لبنان ودول أخرى في الخارج، وقد حان الوقت لبدء العمل على استكشاف الفرص الكبيرة، مشيرا الى ان أرقام التبادل التجاري بين البلدين ليست مرضية، آملا من التمكن من تحديد القطاعات ذات الاهتمام المشترك لتعزيز هذه الأرقام، لا سيما في المجال السياحي.
كما أكد على ضرورة التركيز على بناء شراكات حقيقية يمكن ان يحقق من خلالها رجال الأعمال من البلدين النجاح معا، لا سيما مع توفر الكثير من الفرص في البلدين او خارجهما، متحدثا في هذا الاطار عن اقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في لبنان، الذي يفتح المجال للاستثمار في البنى التحتية في لبنان بمليارات الدولارات؛ الى جانب صناعة النفط والغاز التي تبدو واعدة في المستقبل القريب، فضلا عن إعادة إعمار سوريا التي تمر في نهاية المطاف عبر لبنان، داعيا الشركات اليونانية للمشاركة في كل هذه الفرص التي ستتيح الفائدة للمنطقة بأسرها. هذا ولفت شقير الى امكانية ان تكون اليونان بوابة لبنان إلى أوروبا، والعكس صحيح حيث يمكن للبنان أن يكون بوابة اليونان إلى منطقة الشرق الأوسط والخليج.
أما نائب وزير الخارجية اليوناني كويك، فأشار في كلمته الى مدى محبته للبنان واهتمامه بتطوير العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات لا سيما الاقتصادية، لافتا الى ان اليونان تعمل على تشجيع وفتح المجال للقطاع الخاص.
وأضاف كويك أن الاقتصاد اليوناني بدأ يتعافى الآن بعد معاناة دامت لسبع سنوات، محققا معدل نمو يساوي 0.4 في المئة ومن المتوقع أن يرتفع أكثر، معتبرا ان من شأن هذه اللقاءات المشتركة ان تُسهم في إغناء كلا الطرفين.
ودعا اللبنانيين الى الاستثمار في بلاده، مشددا على أن اليونان ستحمي اي مستثمر أجنبي لمدة 12 عاماً بحسب القانون الجديد، لافتا الى ضرورة تطوير التعاون بين البلدين خصوصا في مجالات البناء والسياحة. كما عرض التسهيلات التي تقدمها اليونان للاستثمار في هذين القطاعين.
من جهته، أمل تامر ان تعطي هذه الزيارة لكل من المجتمع الاقتصادي اليوناني والمجتمع الاقتصادي اللبناني، فرصا تجارية كثيرة وشراكات جديدة وإمكانات للاستثمارات والتبادل والنمو، مؤكدا وجود الكثير من القواسم المشتركة بين البلدين. واعتبر ان الشروع في مثل هذه الزيارات والاجتماعات تشكل ركيزة اساسية لتنمية العلاقات الاقتصادية الثنائية.
هذا وأبدى السفير اليوناني باساس، سروره لانعقاد هذا الملتقى لافتا الى ان اليونان تمكنت خلال الفترة الماضية من تحسين وضعها الاقتصادي وهي تنتقل تدريجياً نحو الاستقرار والنمو، مشددا على ضرورة بذل الجهود لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، اللذين يتشابهان في الكثير من الامور المشتركة وتربطهما علاقات تاريخية وثيقة. كما أكد على وجود الكثير من الفرص الواعدة، وكذلك النية للسير قدما في خلق شراكة اقتصادية حقيقية بين القطاع الخاص في البلدين.
وبعد الانتهاء من الكلمات، قدم الرئيس شقير كتاب الغرفة الى نائب وزير الخارجية اليوناني، الذي قام بدوره بتسليم شقير ميدالية وزارة الخارجية اليونانية. ثم عقدت لقاءات العمل الثنائية بين اعضاء الوفد ورجال اعمال لبنانيين استمرت لنحو ثلاث ساعات، اثمرت عن تفاهمات أولية.