إطّلع وفد فرنسي على أوضاع منشآت معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، وتفقّد مختلف أجنحته وأقسامه وما آلت إليه على صعيد الأضرار الناجمة عن إنعدام الصيانة من جهة، وقِدم المبنى من جهة أخرى.
وجاءت الزيارة تلبية لدعوة رئيسة الجمعية الفرنسية للحفاظ على تراث طرابلس جمانة شهال تدمري، وقد التقى الوفد، الذي ضم الوزيرة السابقة ميشال إليو ماري، النائب في البرلمان الأوروبي رئيس إتحاد بلديات باريس باتريك اولييه ومستشارة الشؤون الثقافية في باريس آن ليتريه، رئيس مجلس إدارة المعرض أكرم عويضة وعضو مجلس الإدارة المهندس رضوان مقدم، في حضور المهندس المعماري الإستشاري- الجامعة اللبنانية وسيم ناغي، الناشط رجل الأعمال عبد المنعم مرحبا والدكتور رامي فنج.
وعن طبيعة زيارة الوفد قال ناغي: "خصصت للإطلاع على واقع معرض رشيد كرامي الدولي وتفقد منشآته والتداول بالأفكار التي من شأنها تفعيل دوره في المستقبل، في ضوء ما يدور بحثه على مستوى السلطات المحلية ومنها مجلس إدارة المعرض وكذلك على مستوى الفاعليات السياسية والحكومية اللبنانية، ولا سيما أننا بدأنا نتلمس بعض التركيز على مستقبل هذا المرفق الحيوي ودوره على صعيد طرابلس ولبنان والمنطقة نظرا لوجود منشآت عمرانية فيه بغاية الأهمية ويمكن الإرتكاز إليها في عملية تنشيط الحركة الإقتصادية والسياحية في المنطقة وتفعيلها".
وقال: "بدأنا نشهد في المدة الأخيرة انهيارات جزئية في الباطون المسلح في بعض هذه المنشآت، الأمر الذي يتطلب تدخلا طارئا من الجهات المعنية للقيام بالصيانة والتدعيم. وقد لاحظنا ان الوفد الفرنسي لديه معلومات مسبقة عن القيمة الثقافية والفنية والعمرانية لهذه المنشآت ويشعر بأهميتها".
وأضاف: "لقد اعجب الوفد بالمساحة المترامية للمعرض والتي تبلغ مئة هكتار، وهي قائمة في وسط المدينة، الأمر الذي يعتبر نموذجا نادرا كنسيج عمراني بهذه الضخامة، وقد أتى الوفد للإطلاع عن كثب، وطرح أعضاؤه تساؤلات تتعلق بمكامن الخلل وأسباب عدم التشغيل الكامل للمنشآت والحلول المتداولة لتفعيل دور المعرض حتى يخدم طرابلس ولبنان والمنطقة، ولا سيما أن هناك مشروعا يتم تنفيذه في شرق آسيا يراعي موضوعات بيئية وثقافية وإقتصادية وسياحية عدة يمكن تطبيقها في معرض طرابلس".
وتابع: "لقد عرضنا على الوفد خرائط ومعلومات عن منشآت المعرض، وسيستمر التواصل معه. كما أن للوفد إتصالات مهمة مع جهات مانحة عديدة بإمكانها المشاركة في رسم خارطة طريق والقيام بتعاون مشترك بهدف تمويل المعرض، وهذا المرفق الحيوي الذي هو الآن بحالة موت سريري، إنما نسعى جميعا لإنعاشه وإنقاذه".
من جهته أكد عويضة أن "للوفد الفرنسي الزائر أفكارا تتعلق بالبيئة في طرابلس، ولا سيما في ما يتعلق بالطاقة المتجددة، ونحن على إستعداد للتعاون معه، وقد تدارسنا المجالات المختلفة لبلورة هذا التعاون في إطار الشراكة بين المعرض ومدينتي طرابلس وباريس، وقد وضعنا الخطوط العريضة لهذا التعاون وسينصب إهتمامنا على إنجاز هذه الدراسات والوصول إلى نتائج على صعيد الطاقة الشمسية وما يفيد البيئة ويفيد طرابلس ولبنان".
بدوره قال اولييه: "زيارتنا هي للاطلاع على هذا المعلم السياحي المهمل للاسف بسبب الحروب والأحداث التي شهدها لبنان، كما لتوعية الناس على أهمية هذا المرفق العالمي والذي يمتلك قدرات مهمة في مجال التنمية". وقال: "نحن على إستعداد للبحث في طرق المساعدة في مجال تفعيل دور هذا المرفق ثقافيا وإقتصاديا وفنيا، فهذا المعلم هو إستثنائي ولا يجب تركه وإهماله، فهندسته المعمارية مدهشة ومن الضروري إعطاؤها كل إهتمام وهي تستحق ذلك، وقد أتينا لتقديم بعض الأفكار والرؤى لمساعدة رفاقنا اللبنانيين لإعادة الحياة إلى هذا المرفق، ونتمنى بلورة هذه الأفكار وتحويلها إلى أعمال".
يشار الى أن منشآت المعرض مضى على بنائها على يد المهندس المعماري البرازيلي الأصل أوسكار نيماير أكثر من 50 عاما، واندلاع الحرب اللبنانية كان السبب في عدم تشغيلها. كما أن المعرض الذي ذاع صيته، حين الإنتهاء من بناء منشآته، في مختلف الأوساط الهندسية في العالم، إعتبر أحد أهم المعالم العمرانية آنذاك.