أعلن سيرجيو كانافيرو، وهو طبيب أعصاب إيطالي، عن خطّة لزرع رأس بشري كامل على جسم إنسان مختلف، وذلك في نهاية عام 2017.
ما مدى إمكانية ذلك؟ ولماذا لم يتم ذلك من قبل؟
العلماء يدعون الطّبيب بالمجنون، لأنّ الدّماغ والنّخاع الشوكي، على عكس باقي أعضاء الجسم البشري، حسّاسان للغاية ومقاومان للإصلاح. لهذا، فإنّ إصابة في الرّقبة أو العمود الفقري غالبا ما تكون دائمة، وإعادة ربط رأس قطع عن جسده ما زالت خيالًا.
إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ العلماء لا يعملون بجد لتطوير تقنيات للمساعدة في إصلاح النّخاع الشّوكي. ومن التّقنيّات المستخدمة في العلاج اليوم، العلاج بواسطة الخلايا الجذعية (Stem Cells)، التي تحفّز نموّ خلايا عصبيّة جديدة - والّتي لا ينمو غيرها بعد الولادة - و"الغراء" البيولوجي، الّذي يعمل مثل الشريط الكهربائي للصق الألياف المقطوعة بعضها ببعض. ولكن هذه الطّرق لا تساعد المرضى على التّعافي تمامًا بعد العمليّة. أمّا إذا استطاعوا فعل ذلك، فإنّ هذا سيكون خطوة عظمى في مجال العلوم الطبية؛ ما يعيدنا إلى سيرجيو كانافيرو وخططه لزراعة رأس بشري كامل.
وكيف سيتمّ ذلك؟
إنّ الإجراء المقترح من قبل كانافيرو وفريقه يتطلب تبريد كل من الرّأس المنقول والجسم المتلقّي، لزيادة الوقت الّذي يمكن خلاله إبقاء الأعضاء على قيد الحياة، دون دورة دمويّة. بعد ذلك، سيتم فصل الأوعية الدموية الرئيسية في الرقبة عن الجسد الأساسي وإعادة توصيلها بالجسد الجديد. وبعد نقل الرأس، سيتمّ صهر ألياف النّخاع الشوكي العصبية بين الرّأس والجسد، وكذلك للحويصلات الدمويّة والعضلات. من بعدها، سيتم وضع الشّخص في غيبوبة لعدة أسابيع ليتعافى، وسيتم استخدام الكهرباء لتحفيز الألياف العصبية، وتفعيل الاتصال في ما بينها.
ولكن من سيكون عندما يستيقظ؟
قد يكون مريضا جديدًا تمامًا. إذ إنّ العلماء يأملون أنّ زرع الرأس سيكشف أسرار الوعي البشري، ناهيك عن تغيير حياة ملايين المرضى، من خلال تحسين تقنيّات إصلاح النّخاع الشوكي.
أخيرًا، هل ستنجح العمليّة حقًّا؟
يذكر ان كانافيرو والمتعاون معه، الصّيني شياو بينغ رن، كانا يحرزان تقدّمًا فى تطوير تقنيّات زرع الرأس، ويطلعان الصّحفيين ووسائل الاعلام عليها منذ عدّة سنوات. وقد ادّعوا التقدم في مجال الزّرع و/أو إصلاح النّخاع الشوكي في القوارض والكلاب والقرود. ولكن وحده عملهم على القوارض قد قُبل ونشر من قبل مصادر موثوقة علميا، ولذلك علينا الانتظار حتّى نهاية العام الجاري لنعرف نتيجة العمليّة.