وجدت سلاحف بحرية معرضة لخطر الانقراض على شواطئ لبنان صديقا من البشر لمساعدتها للصمود أمام تهديدات لا حصر لها.
وقد أنشأت منى خليل (77 عاما) مشروع أورانج هاوس (المنزل البرتقالي) في عام 2000 لحماية السلاحف البحرية على الشواطئ الجنوبية ببلدة المنصوري من المفترسات والتلوث والبشر أيضا.
وتمنت منى خليل للجيل الجديد أن يتابع العمل التي تقوم به الآن وذلك عبر توعيتهم وتشجيعهم للاهتمام بالبيئة وسبل المحافظة عليها.
ومع عودة السلاحف إلى نفس الشاطئ الذي نشأت به لوضع البيض تغير منى أماكن الأعشاش المهددة بسببب الزراعة وتنصب شبكات معدنية لحمايتها من المفترسات.
وتقوم منى خليل أيضا برعاية البيض يدويا في منشأة تابعة للمشروع وقد كشفت عن أول مجموعة من السلاحف الصغيرة لهذا العام في وقت سابق من يوليو تموز. ومع خروج كل مجموعة من السلاحف الصغيرة تدعو منى مجموعات من الأسر وأطفال المدارس لمشاهدتها.
وقالت المعلمة فاتن شلهوب (34 عاما) التي كانت بالموقع مع أقاربها لرويترز "لم أكن أعرف أن السلاحف البحرية كانت تأتي إلى هذا الشاطئ لتضع بيضها".
وتابعت تقول "عندما رأيتها لأول مرة خالجني شعور جميل بالسعادة. لقد أحببتهم كثيرا بل وأغرمت بهم".
ويوجد في البلدة من ينظرون بشكل مختلف لعمل منى خليل. فقد كان نشاطها مسؤولا عن حظر الصيد بالمتفجرات بالمنطقة وتسبب ذلك في إطلاق النار على منزلها ومحاولات لإحراق مزرعتها.
وعدد السلاحف في شرق البحر المتوسط غير مؤكد. وذكرت تقديرات للصندوق العالمي للحياة البرية أن هناك 60 ألفا من إناث السلاحف البحرية ضخمة الرأس على مستوى العالم.
وقد عقدت منى العزم على مواصلة عملها رغم ما تعرضت له وتؤكد قائلة ان 17 عاما مضت وهي تحارب هذه المشكلة ولا مانع لديها بأن تستمر على هذا النحو للسنين القادمة، طالما الله يمدّها بالحياة سوف تبقى على مسيرتها فإنها بطبيعتها محاربة.
المصدر رويترز