يبدو ان رئيس شركة آبل، تيم كوك، مُعّرَّض للملاحقة القضائية بتهمة سوء استغلال النفوذ، بسبب رسالة إلكترونية أرسلها في أوج أزمة يوم الإثنين الأسود، التي امتدت لتشمل البورصات العالمية بما فيها وول ستريت.
وبحسب صحيفة لا تريبيون الفرنسية، فقد أرسل كوك، إلى أحد الصحافيين العاملين في قناة اس ان بي سي الاقتصادية الأمريكية، رسالة بالبريد الالكتروني، ليعلن فيها وبشكل غير معتاد، أنه يملك معلومات عن ارتفاع مبيعات هواتف آيفون بشكل كبير في الصين، وذلك في الوقت الذي كانت فيه أسهم البورصة الأمريكية تتهاوى بعد موجة الخوف التي تسببت فيها الأنباء القادمة من الصين.
وقال كوك في رسالته التي وجدت طريقها إلى نشرات الاخبار العالمية، ان معدل تشغيل أجهزة ايفون في الصين في ارتفاع مستمر، وان الأمر تسارع في الأسابيع الأخيرة، ما سمح للشركة بتسجيل أفضل أداء على مستوى اب ستور في الصين .
وذكرت الصحيفة ان الخبراء يعتقدون أن تيم كوك وضع نفسه تحت طائلة القانون، وربما يواجه اتهامات خطيرة وعقوبات قاسية، بعد الرسالة التي كانت تهدف إلى تسريب معلومات سرية وحساسة إلى الرأي العام والمستثمرين، بشكل متعمد وذلك لتخفيف حدة الخسائر التي كان يمكن أن تتكبدها آبل بفعل الأزمة الصينية، معتبرين أن ذلك التسريب عن أعمال الشركة في غير وقته و يقع تحت طائلة القانون بسبب "جريمة الإفادة من معلومات سرية وغير متاحة للعموم".
واكدت لا تريبيون أن الرسالة سمحت لسهم آبل بالصمود في وجه العاصفة، وتحقيق ارتفاع ملحوظ أثناء جلسات التداول بنسب محترمة قبل أن يُنهي اليوم على تراجع بسيط.
واضافت الصحيفة أن الرسالة التي أرسلها كوك إلى القناة الاقتصادية، تعادل قيمتها 70 مليار دولار، وأن الرسالة جاءت بمبادرة شخصية من رئيس ابل، وليس للرد على طلب من القناة، خاصة أن تيم كوك في رسالته يؤكد أن "سياسة الشركة تقوم على عدم الإفصاح عن أي معلومات أو نتائج قبل إعلان النتائج الفصلية العادية"، ما يعني أنه تعمد إرسالها في ذلك التوقيت لإنقاذ أسهم شركته، وهو ما نجح فيه تماماً ، وبقيت ابل بفضل هذه الرسالة محافظة على حجم رأسمالها الضخم، عند 70 مليار دولار.