تعتبر سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" واحدة من قصص النجاح التي حققتها الرأسمالية الأميركية، حيث انها بدأت بمتجر صغير لبيع "البرغر" في عام 1948 لتتحول الآن إلى سلسلة متاجر تتجاوز 35 ألف متجر حول العالم.
وتتراجع مبيعات ماكدونالدز العالمية منذ شهر يوليو تموز على الأقل، ويتوقع محللون أن تكشف نتائج أعمال الشركة السنوية عن تراجع الإيرادات لأول مرة منذ عام 2002.
وبحسب تقرير نشرته مجلة "الإيكونومست" فان بعض مشكلات الشركة الأميركية تنبع من "حوادث تشغيلية" حول العالم، حيث تشهد أعمال الشركة في آسيا والتي تمثل ربع إيراداتها العالمية تراجعًا بسبب بعض المخاوف الصحية.
وهبطت المبيعات في الصين بشكل حاد بعد أن تم اكتشاف قيام أحد موردي "ماكدونالدز" باستخدام لحوم ودواجن منتهية الصلاحية وملوثة. كما ادعى عدد من المستهلكين في اليابان مؤخرًا اكتشافهم لأجزاء بلاستكية، و"أسنان" في طعامهم المقدم من قبل سلسلة المحال الأميركية.
وعلى صعيد التوترات الجيوسياسية، أغلق مفتشو التغذية في روسيا بعض فروع "ماكدونالدز" بشكل مؤقت خلال العام الماضي على خلفية العقوبات الأوروبية والأميركية على روسيا، بسبب الأزمة الأوكرانية.
وتعاني "ماكدونالدز" من بعض المشاكل في الولايات المتحدة أيضًا، حيث تواجه منافسة من بعض مقدمي خدمات الأطعمة السريعة الأخرى مثل "برغر كينغ" " و "شيك شاك" والتي تنمو بشكل سريع، وتجذب المستهلكين وبصفة خاصة الشباب.
وأوضح التقرير أن ماكدونالدز تمتلك خيارين لحل الأزمة التي تواجهها حاليا، الأول هو أن تحاكي "برغر كينغ" وتعود للأساسيات من جديد، والثانية أن تنافس المتاجر السريعة مثل "شيك شاك".
ويبدو أن الشركة الأميركية تحاول القيام بالخيارين معًا، حيث إنها تمتلك الآن نظامين، الأول يقدم قائمة طعام أكثر بساطة، والثانية تحمل لافتة "اصنع مذاقك الخاص"، والتي تسمح للمستهلكين بتخصيص البرغر الخاص بهم".
ولكن التغيير في طريقة عمل "ماكدونالدز" واجه بعض الصعوبات، حيث وضعت بعض أفرع السلسلة في باريس، لافتات تطالب بعدم إلقاء الأواني الفخارية التي تقدم من خلالها الطعام . ومع سعي الشركة إلى إعادة اكتشاف نفسها، قد تجد أن التخلص من صورتها التقليدية سيكون أمرا أكثر صعوبة.