كشف أخصائيون طبيون من خبراء التغذية ومختصي العلاج الفيزيائي وجراحي المعدة عن المزايا والفوائد العديدة لجراحة السمنة وذلك خلال منتدى طبي أقيم مؤخراً في فندق البستان روتانا في دبي. وسلط المنتدى، الذي ترأسه الدكتور روهيت كومار، أحد كبار جراحي السمنة بالمنظار، الضوء على جراحة السمنة والمراحل التي يمر بها المرضى خلال خضوعهم لهذه العمليات الجراحية. ويأتي انعقاد هذا المنتدى في أعقاب صدور تقارير حديثة عن شركة بحوث الطب الحيوي المعاهد الصحية الوطنية الأمريكية، والتي أشارت إلى عدم قدرة الأشخاص الذين يعانون من البدانة المفرطة على خسارة الوزن من خلال اتباع العلاجات التقليدية. وتماشياً مع ذلك، توصي الشركة بجراحة السمنة على أنها العلاج الوحيد الكفيل بمكافحة السمنة الزائدة وإمكانية خسارة الوزن على المدى الطويل. كما أسفر المنتدى عن إنشاء مجموعة دعم لعلاج مرض السمنة للمرضى السابقين والمحتملين، ما سيتيح لهم إمكانية التواصل مع بعضهم البعض وتقديم الدعم والمساعدة الضرورية. وبالإضافة إلى ذلك، تم افتتاح منتدى الإلكتروني بحيث يمكن للمرضى والأطباء والمختصين مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتقديم النصائح والمشورة في هذا الصدد. وأخيراً، سيتم إقامة منتديات مشابهة تعنى بقضايا جراحة السمنة وآخر الاتجاهات والتطورات المتعلقة بهذا المجال كل شهرين.
ووفقاً للأخصائيين الذين حضروا المنتدى، فإن جراحة السمنة تقلل من مخاطر إصابة المريض بأمراض أخرى. كما سلط المنتدى الضوء أيضاً على النتائج الأخيرة لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية والتي أظهرت بأن 25% من الرجال و40% من النساء في دولة الإمارات يعانون من الوزن الزائد، في حين يعاني خمس سكان الدولة من الإصابة بمرض السكري، إذ أشارت الدراسة إلى أن دولة الإمارات لديها ثاني أعلى معدل لانتشار هذا المرض على مستوى العالم.
وتعليقاً على الموضوع، قال الدكتور كومار: "على مدى السنوات الأربعة الأخيرة، خضع أكثر من 3.600 مريض في دولة الإمارات يعانون من السمنة إلى عملية جراحية لتخفيف الوزن. ويؤكد ذلك على أن جراحة السمنة هي علاج ثوري يدوم مدى الحياة وهي إجراء طبي ننصح به لكونه يلعب دوراً رئيسياً في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني ومرض السرطان وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وتوقف التنفس أثناء النوم وغيرها من الأمراض. ومع استمرار مشكلة السمنة في المنطقة، يقبل المزيد والمزيد من الناس اليوم على جراحة السمنة كحل فعال له العديد من الفوائد والمزايا".
وتحد جراحة السمنة بشكل كبير من احتمالية الإصابة بأمراض أخرى، حيث يشمل ذلك انخفاضاً بنسبة 92% في معدل الوفيات الناجمة عن مرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى انخفاض بنسبة 60% في عدد الوفيات الناجمة عن مرض السرطان، خاصة سرطان الثدي والقولون، وانخفاض بنسبة 56% في معدل الوفيات الناجمة عن مرض الشريان التاجي، وانخفاض بنسبة 40% في أعداد وفيات مرضى المجازة المعدية. وحتى هذا التاريخ، فإن العمليات الجراحية الأكثر شعبية في دولة الإمارات هي جراحة استئصال المعدة وجراحة المجازة المعدية، والتي يقوم فيها الأطباء بتقليص حجم المعدة وتعديل الجهاز الهضمي لتحفيز فقدان الوزن، حيث كان عدد النساء اللواتي تم اختيارهن لإجراء عمليات جراحة السمنة أكثر من عدد الرجال.