يُقبل المزيد والمزيد من الناس على العمليات الجراحية كحل طبي مفضل للراغبين في معالجة مشاكل ارتفاع الوزن، لا سيما بين الإناث والذكور ممن يعانون من السمنة. وأشار الدكتور روهيت كومار، أحد أبرز جراحي السمنة بالمنظار، إلى أن تنامي تفضيل الناس لهذا النوع من الجراحات أدى إلى زيادة في أعداد العمليات الجراحية لمعالجة البدانة في دولة الإمارات والتي تضاعفت بحوالي ثلاثة مرات في السنوات الثلاث الأخيرة. ومن أجل تعزيز الوعي حول هذه العمليات، سيعقد الدكتور كومار جلسة حوار يوم السبت الواقع في 2 أبريل/نيسان المقبل في فندق البستان روتانا في دبي للحديث عن الفوائد والمزايا العديدة لهذا الإجراء الطبي الثوري والمراحل التي يمر بها المرضى ممن يجرون هذه العمليات. ومن المتوقع أن يحضر هذه الجلسة خبراء تغذية ومختصي العلاج الطبيعي وجراحي المعدة إلى جانب المرضى المحتملين وآخرين ممن أجروا هذه العمليات. وسيكون هناك عدد من غرف الدردشة على الموقع الإلكتروني للإجابة عن أية تساؤلات حول الموضوع.
ووفقاً للدكتور كومار، يتزايد وعي الناس حول الفوائد والمزايا العديدة للعمليات الجراحية لمعالجة البدانة، حيث يأتي ذلك بعد التقرير الصادر مؤخراً عن المؤسسة الدولية لمرض السكري والذي يظهر أن ما يزيد عن 803.900 شخص في دولة الإمارات يعانون من مرض السكري، أي ما يمثل 19% من إجمالي عدد السكان في الدولة. وبالإضافة إلى هذه المشكلة المتفاقمة، هناك مشاكل أخرى ترتبط بالبدانة لدى الأطفال والتي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني والأمراض العظمية وانقطاع التنفس أثناء النوم ومشاكل نفسية واجتماعية. وأشار خبراء الطب إلى أن جراحة تقليص الوزن قد تكون خياراً علاجياً آمناً للأشخاص الذين يعانون من السمنة المعتدلة أو الوزن الزائد وكذلك مرض السكري غير المنضبط.
وقال الدكتور كومار: "تعتبر دولة الإمارات من الدول التي لديها أعلى نسبة من الأشخاص الذين يعانون من البدانة، وينبغي أن يدرك الناس أنه يمكن تجنب الأمراض المرتبطة بالسمنة من خلال فقدان الوزن. وتعد العمليات الجراحية لمعالجة البدانة اليوم خياراً ناجحاً لمعالجة السمنة، حيث بات هذا الإجراء الطبي يحظى بإقبال كبير في دول الإمارات والشرق الأوسط".
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها "نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسين" بأن معظم من شاركوا في الدراسة ممن خضعوا لعمليات جراحية لمعالجة البدانة كان لديهم عدد من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة. وتم ملاحظة ارتكاس مرض السكري من النوع الثاني بنسبة 95%، كما لوحظ إعادة عمل وظائف الكلية بشكل طبيعي بنسبة 86%. وبالإضافة إلى ذلك، تم تصحيح ارتفاع ضغط الدم بنسبة 74%، فضلاً عن تراجع تشوهات الدهون بنسبة 66%.
واختتم كومار: "توصف العمليات الجراحية لمعالجة البدانة لدى الأجيال الشابة من الذكور والإناث على أنها الحل الأمثل يوصى به للقضاء على السمنة. ويساعد هذا الإجراء الجراحي المريض على خسارة الوزن وعلاج الأمراض المرتبطة بالسمنة والتي يمكن أن تؤثر على المريض. فعلى سبيل المثال، يمكن التخلص نهائياً من مرض السكري بعد إجراء عملية جراحية لخسارة الوزن، حيث تعتمد معدلات النجاح طويلة الأمد لأية عملية جراحية لمعالجة البدانة بشكل كبير على التزام المريض بتغيير نمط حياته وعاداته الغذائية".
وترتبط العمليات الجراحية لمعالجة البدانة بتحسين نوعية حياة المرضى المصابين بالبدانة ومرض السكري من النوع الثاني، إذ غالباً ما تعتبر جراحة تخسيس الوزن علاجاً للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، أي أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم بمعدل 35 أو أكثر. كما يوصى بعمليات الجراحة لعلاج البدانة للأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري لكنهم يريدون تخفيف وزنهم، حيث ينصح عادة بإجراء هذه العمليات لمن لديهم مؤشر كتلة جسم بمعدل 40 فما فوق. ومع ذلك، قد يتم وصف هذا العلاج لمن لديهم مؤشر كتلة جسم أقل وفي حال كان يعاني الشخص من أمراض مصاحبة أخرى مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. ودون الحصول على العلاج الطبي المناسب، يواجه مرضى البدانة مخاطر الإصابة بمرض القلب، بالإضافة إلى الموت المبكر في حالة الإصابة بأحد الأمراض القلبية الوعائية.